للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأربعين بعد أفريقية, وقال ابن عبد البر (١): توفي بيرقة وهو أمير عليها، وقال ابن يونس: مات سنة ست وخمسين وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مخلد. انتهى.

قلت: في سند حديثه هذا في أبي داود: أنه استعمله مسلمة بن مخلد على أسفل الأرض، أي: أسفل ديار مصر؛ لأن فيه: أنه سار من كوم (٢) شريك إلى علقماء (٣)، وكوم شريك هي أرض مصر، وعلقماء بفتح العين، وسكون اللام، وقاف ومد، موضع في أسفل مصر.

"فأخبر الناس أنّ من عقد لحيته" قيل: المراد به ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من عقد اللحى في الحروب وفتلها، وذلك من زي الأعاجم.

وقيل: معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد، وذلك من فعل الوضعاء.

"أو تقلد وَتَراً" قيل: المراد ما كانوا يفعلوه من العوذ والتمائم التي ينشدونها بتلك الأوتار، ويرون أنها تعصم من الآفات وتدفع المكاره.

وقيل: من فتل الأجراس التي يعلقونها، وقيل: لئلا تختنق الخيل بها عند شدة الركض.

"أو يستنجي برجيع دابة" عام لكل دابة لغة أو عرفاً، وذكر الروث في غيره تنصيص على بعض الأفراد.

"أو عظم فإن محمداً منه بريء".

قول المصنف: "والرجيع الروث والعذرة" تقدم لك أنّ الروث مختصُ برجيع البغال والخيل والحمير، والحديث هذا عام لرجيع كل دابة, فهو تفسير من المصنف للأعم بالأخص، والبرآءة منه - صلى الله عليه وسلم - دالة على تحريم ما ذكر جميعاً.

قوله: "أخرجه أبو داود".


(١) في "الاستيعاب" (٢/ ٨٣ رقم ٧٩٠).
(٢) انظر: "معجم ما استعجم" (٤/ ١٤٣). "الروض المعطار في خبر الأقطار" (ص ٥٠١).
(٣) انظر: "معجم البلدان" (٤/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>