للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولفظ الرواية الثانية: "من آثار الوضوء" وهو دال على أن الغرة والتحجيل يحملان من الوضوء نفسه، ويزدادان من الغرة والتحجيل.

الأول: حديث (أبي هريرة - رضي الله عنه -):

١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ أُمَّتِي تَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنكمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" (١). [صحيح]

"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ] (٢) أُمتي يدعون" ينادون أو يُسّمون.

"يوم القيامة غراً" بضم المعجمة وتشديد الراء، جم أغر دون غرة, وأصل الغرة (٣) لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس، تم استعملت في البهاء والشهرة، وطيب الذكر والمراد بها هنا: النور الكائن في وجوه أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وانتصب "غراً" على المفعولية (٤) لـ "يدعون" أو على الحال، أي: إنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد، نودوا بهذا الوصف، وكانوا على هذه الصفة.

"محجلين" (٥) بالمهملة والجيم من التحجيل، وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس، وأصله من الحجل بكسر الحاء المهملة، وهو (٦) الخلخال، والمراد به هنا أيضاً النور.


(١) أخرجه البخاري رقم (١٣٦)، ومسلم رقم (٣٥/ ٢٤٦)، والنسائي رقم (١/ ٩١، ٩٥)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (٢١٨)، وأبو عوانة (١/ ٢٢٤)، وأحمد في "المسند" (٢/ ٤٠٠) وهو حديث صحيح.
(٢) سقطت من (ب).
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٩٦)، "المجموع المغيث" (٢/ ٥٥١).
(٤) انظر: "فتح الباري" (١/ ٢٣٥).
(٥) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٣٣٩) أي: بيضُ مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس، ويديه، ورجليه.
(٦) المحجل: هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موأضع القيد، ويجاوز الأرساغ، ولا يجاوز الركبتين؛ لأنهما مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل، أو رجلان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>