للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوضوء، فقال مروان: من مسَّ الذكر الوضوء، قال عروة: ما علمت هذا، قال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ".

وللنسائي (١) نحوه وفيه: "فلم أزل أماري مروان حتى أخلى من حرسه, فأرسل إلى بُسرة يسألها عمّا حدثت من ذلك، فأرسلت إليه بُسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان". انتهى.

وفي رواية: أنه ذهب عروة إلى بسرة فسألها فأخبرته، فزال القدح بأن من أرسله مروان مجهول، وقد وسعت الكلام في "سبل السلام" (٢).

الثالث: حديث (مصعب بن سعد بن أبي وقاص):

٣ - وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: "كُنْتُ أُمْسِكُ المُصْحَفَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَاحْتَكَكْتُ, فَقَالَ سَعْدٌ: لَعَلَّكَ مَسِسْتَ ذَكَرَكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قُمْ فَتَوَضَّأْ. فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ". أخرجه مالك (٣). [موقوف صحيح]

"قال: كنت أمسك المِصَحف" مثلث الميم، وأول من سماه مصحفاً عتبة بن مسعود، أخو عبد الله بن مسعود، وجدّ عبد الله بن عنبسة الفقيه.

"على سعد بن أبي وقاص" كأنه يقرأ سعد من حفظه، وولده يستمع لقراءته في المصحف.

"فاحتككت فقال سعد: لعلك مَسَسْتَ ذكرك؟ قلت: نعم، قال: قم فتوضأ"؛ لأن سعداً (٤) يرى مسّه ناقضاً للوضوء.

قوله: "أخرجه مالك" موقوفاً (٥) على سعد.


(١) في "السنن" رقم (١٦٤، ١٦٥).
(٢) (١/ ٢٦٥ - ٢٦٧) بتحقيقي.
(٣) في "الموطأ" (١/ ٤٢ رقم ٥٩)، وهو أثر موقوف صحيح، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٣١).
(٤) ذكره ابن المنذر في "الأوسط" (١/ ١٩٣).
(٥) وهو موقوف صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>