للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وجدَ (١) عليهِ" يجد موجدة إذا غضب.

"أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها".

أي: لم يساكنوها. "في البيوت" ولعلّ هذا من افترائهم لا من أحكام التوراة، ويحتمل أنها من الآصار التي كانت عليهم.

"فسأل أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحكم الشرعي.

"فأنزل الله - عز وجل -: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} (٢) إلى آخر الآية، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا كل شيء إلاّ النكاح"، فإنَّه الذي أراده الله بالأمر بالاعتزال، وأراد بالنكاح الوطء نفسه, ويأتي ما أبيح للرجل من الحائض.

"فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلاّ خالفنا فيه، فجاء أسيد" بضم الهمزة مصغر (ابن حضير) مثله.

(وعبّاد بن بشر) من أعيان الصحابة والأنصار.

"فقالا: يا رسول الله! إنّ اليهود تقول: كذا وكذا، أفلا نجامعهن؟ " أي: ننكحهن إغاظة لليهود.

"فتغيّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ لأنّه قد بيَّن أنه يحرم جماعهن ولو كان يحل لبيّنه، فلذا تغيّر.

"حتى ظننَّا" لفظ "الجامع" (٣) "فخشيا"، أي: خافا.

"أنه قد وجد عليهما" غضب عليهما لما قالا ذلك.

"فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل" - صلى الله عليه وسلم -.

"في آثارهما فسقاهما فعرفا أنه لم يجد" أي: يغضب. "عليهما".


(١) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٨٢٦).
(٢) سورة البقرة الآية: ٢٢٢.
(٣) (٧/ ٣٤٢) والذي في نسختنا: حتى ظننا أن قد وجَدَ عليهما، فخرجا.

<<  <  ج: ص:  >  >>