للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَنْزِلُ الَبرَكَةُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ, وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ". أخرجه أبو داود (١) والترمذي (٢). [صحيح]

"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنزل البركة وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" قال ابن العربي (٣): معنى تكثير البركة للطعام [٤٠٨ ب] يكون بمعاني كثيرة، منها استمراء الطعام، ومنها صيانته عن مرور الأيدي عليه، فتقزز النفوس منه.

ومنها أن زبدة المرق هنالك، فهي إذا أخذ الطعام من الحواشي تسير عليه شيئاً فشيئاً، فإذا أخذ الطعام من أعلاه كان ما بقي بعده دونه في الطيب.

ومنها ما يخلق الله في الأجزاء الزائدة فيه, وذلك يكون آية لنَّبيِّ، كمحمد - صلى الله عليه وسلم -، أو كرامة لولي، كأبي بكر في طعام الضيف، وعائشة في شعير الرق. انتهى.

قوله: "أخرجه أبو داود، والترمذي".

قلت: وقال (٤): هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلاّ من حديث عطاء بن السائب.

- ولفظ أبي داود (٥): إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ، وَلِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا، فَإِنَّ البَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا.

قوله: "ولفظ أبي داود" من حديث ابن عباس.


(١) في "السنن" رقم (٣٧٧٢).
(٢) في "السنن" رقم (١٨٠٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (١/ ٢٧٠، ٣٤٥)، وابن ماجه رقم (٣٢٧٧)، وهو حديث صحيح.
(٣) في "عارضة الأحوذي" (٧/ ٣١١).
(٤) في "السنن" (٤/ ٢٦٠).
(٥) في "السنن" رقم (٣٧٧٢) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>