للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فقال له: اصنع لنا طعاماً أدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة" يقال: خامس خمسة وخامس أربعة بمعنى، أي: أحدهم، والأجود (١) نصب خامس على الحال، ويجوز الرفع على تقدير حذف وهو خامس خمسة, والمراد: فصنع الطعام.

"فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة فأتبعهم رجل" أي: لم يدعه صاحب الطعام.

"فلما بلغ الباب" باب صاحب الطعام.

"قال - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا اتبعنا، فإن شئت" يا صاحب الطعام.

"تأذن له، وإن شئت رجع، قال: بل آذن له يا رسول الله" في الحديث (٢): جواز الاكتساب بصنعة الجزارة، واستعمال العبد فيما يطيق له من الصنائع، وانتفاعه بكسبه منها.

وفيه: مشروعية الضياف، وتأكيد استحبابها لمن غلبت حاجته لذلك؛ لأن في الحديث: "إني عرفت الجوع في وجهه" (٣) وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجوع أحياناً.

وفيه: إجابة الإمام والشريف الكبير [دعوة] (٤).

وفيه: أن من تطفّل كان لصاحب الدعوة الاختيار في حرمانه، فإن دخل بغير إذنه كان له حرمانه، ومن قصد التطفل لا يمنع ابتداء؛ لأن الرجل تبع النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعوة بالإذن له.

قال الحافظ ابن حجر (٥): وينبغي أن يكون هذا الحديث أصلاً في جواز التطفل.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٦٠).
(٢) انظر: "فوائد الحديث في فتح الباري" (٩/ ٥٦٠).
(٣) انظر: "فتح الباري" (٩/ ٥٨٣).
(٤) كذا في "المخطوط" والذي في "الفتح": دعوة من دونهم وأكلهم طعام ذي الحرفة غير الرفيعة كالجزار.
(٥) في "الفتح" (٩/ ٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>