للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البيضاوي (١): لها أسماء وعدَّ لها ثلاثة عشر اسماً، أخّر منها المقشقشة [البحوث] (٢) والمبعثرة، والمبيرة، والحاضرة، والمنكلة، والمخزية، والفاضحة، والمدمدمة، والمشردة، وسورة العذاب، فالقشقشه من النفاق، وهو التبري منه والبحث عن أحوال المنافقين وإثارتها، والحفر عنها، وما يخزيهم ويفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم. انتهى.

قلت: تعدد هذه الأسماء يشعرك أن أسماء (٣) السور ليست كلها توقيفية.

٤ - وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّ أَبَا بَكْر - رضي الله عنه -: بعثه في الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ فِي رَهْطٍ يُؤَذَّنُونَ فِي النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ: أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ،


(١) في تفسيره (١/ ٣٩٤).
(٢) في (ب) والمبحوثة.
(٣) قال السيوطي في "الإتقان" (١/ ١٦٦) وقد ثبت أن جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك.
وقال الزركشي في "البرهان" (١/ ٢٧٠): ينبغي البحث عن تعداد الأسامي، هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها وهو بعيد.
فالزركشي يرى ومن خلال النص المتقدم أن أسماء السور توقيفية حتى لو تعددت أسماؤها، بينما يرى السيوطي أن الاسم الذي عرفت واشتهرت به السورة هو المراد بالتوقيف من النبي - صلى الله عليه وسلم - أما بقية الأسماء، فقد ورد تسميتها عن بعض الصحابة.
انظر "التحبير في علم التفسير" (ص ٣٦٩) "الجامع لأحكام القرآن" (٣/ ٣٧٥) "الاتقان" (١/ ١٧٢ - ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>