للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ولا يطوف بالبيت عريان".

أقول: قال الحافظ في "الفتح (١) ": روى سعيد بن منصور (٢)، والترمذي (٣)، والنسائي (٤)، والطبري (٥)، من طريق أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: سألت علياً بأي شيء بعثت؟ قال: بأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر. انتهى.

وظاهره أنه كان [٣٢٣/ ب] يؤذن بهذه الكلمات ويأتي بعضها في الحديث قريباً.

قوله: "ثم أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - بعلي بن أبي طالب".

أقول: قال العلماء (٦): الحكمة في ذلك - أي: في تخصيص علي بالأذان - أن عادة العرب جرت أن لا ينقض العهد إلا من عقده، أو من هو منه بسبيل من أهل بيته، فأجراهم على عادتهم في ذلك.

قوله: "ولا يحج بعد العام مشرك" [٨٤/ أ].

أقول: قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} فالآية صريحة في منعهم عن دخول المسجد الحرام، ولو لم يقصدوا الحج، لكن


(١) (٨/ ٣١٩).
(٢) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ١٢٥).
(٣) في "السنن" رقم (٨٧١، ٣٠٩٢).
(٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ١٢٥).
(٥) في "جامع البيان" (١١/ ٣١٥) وهو حديث صحيح.
(٦) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٨/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>