للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ الَّذِي أَنْزَلنِي هَذَا الْمَنْزِلَ، وَلوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ عَبْدَاً حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وأَطَعْتُ. أخرجه البخاري (١). [صحيح]

قوله في حديث زيد بن وهب: "بالربذة (٢) ".

أقول: بالراء والموحدة مفتوحتين بعدهما معجمة مكان معروف بين مكة والمدينة وهو إليها أقرب نزل به أبو ذر في عهد عثمان ومات به [وإنما] (٣) مسألة زيد بن وهب عن ذلك؛ لأن مبغضي عثمان كانوا يشيعون أن عثمان نفى أبا ذر فبين له أبو ذر أن نزوله بالربذة كان باختياره.

نعم، أمره عثمان بالتنحي عن المدينة لدفع المفسدة التي خافها على غيره من مذهبه المذكور، قاله الحافظ في "الفتح" (٤).

قوله: "بالشام".

أقول: أي دمشق وكان معاوية عاملاً عليها لعثمان فوقع بينه وبن معاوية ما ذكر كان أبو ذر يحدث أهل الشام ويقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم إلا ما ينفقه في سبيل الله أو يعده، فكتب معاوية إلى عثمان إن يكن لك بالشام حاجة فابعث إلى أبي ذر فكتب إليه عثمان أن اقدم علي فقدم (٥).

قوله: "فكثر علي الناس".


(١) في "صحيحه" رقم (١٤٠٦) و (٤٦٦٠).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ٤٣٤) وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٨٩) والنسائي في "الكبرى" رقم (١١٢١٨).
(٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٦٢٥).
(٣) في (ب) مكررة.
(٤) (٣/ ٢٧٤).
(٥) انظر: "فتح الباري" (٣/ ٢٧٤ - ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>