للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠)} [النحل: ١١٠] هُوَ عبد الله بْنُ أَبِي سَرْحٍ، كانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَأَجَارَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -". أخرجه النسائي (١). [إسناده حسن]

قوله: "عبد الله بن أبي سرح (٢) ".

في حواشي الجامع: أنه حسن إسلامه بعد حتى إنه مات ساجداً.

قوله: "فاستجار له عثمان" [٣٥٩/ ب].

أقول: في "الاستيعاب (٣) ": أنه لما أمر رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله، وإن وجد متعلقاً بأستار الكعبة فر (٤) إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاعة؛ فغيبه عثمان حتى أتى به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمن له ثم قال: إنه حسن إسلامه - أعني: ابن أبي سرح - ولم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك، وهو أحد [الأسخياء] (٥) العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر في سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين، ولما ولاه عثمان وعزل عمرو بن العاص، جعل عمرو يطعن على عثمان، ويؤلِّب عليه ويسعى في إفساد أمره، ثم ساق من أخبار عبد الله، وذكر أنه أقام بالرملة حتى مات فاراً من الفتنة - أي: الواقعة بعد قتل عثمان - وأنه دعا ربه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ ثم صلى فقرأ في الركعة بأم الكتاب والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه وذهب يسلم


(١) في "السنن" رقم (٤٠٦٩) بسند حسن.
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١٤/ ٣٨١) وأبو داود في "السنن" رقم (٤٣٥٨).
(٢) انظر: "الإصابة" (٤/ ١٠٩، ١١٠). "فتح الباري" (٨/ ٢٧٨).
(٣) رقم الترجمة (١٤٨٦).
(٤) أي: عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب القرشي العامري، يكنى أبا يحيى.
(٥) زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>