للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كناية عن شدة السرور؛ لأنه يزداد به قوة البصر حتى كأن كل عين عن عينين، كما أن الحزن ينقص منه البصر بدليل قوله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} (١).

قوله: "لا تشركوا بالله شيئاً".

هذا يدل على أنه أريد بالآيات الأحكام العامة للملل [٣٦٣/ ب] كلها، الثابتة في كل الشرائع سميت بذلك؛ لأنها تدل على حال من يتعاطى متعلقها في الآخرة من السعادة والشقاوة.

وقال في "جامع البيان (٢) ": قال بعض المحدثين: لعل ذينك اليهوديين إنما سألا عن العشر الكلمات، فاشتبه على الراوي بالتسع الآيات، فإن هذا الوصايا ليس فيها حجج على


(١) سورة يوسف الآية (٨٤).
(٢) لم أقف عليه في "جامع البيان".
قال ابن كثير في تفسيره (٩/ ٨٨ - ٨٩) وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون. والله أعلم.
ثم قال ابن كثير: ولهذا قال موسى لفرعون: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} أي: حججاً وأدلى على صدق ما جئتك به, {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (١٠٢)} أي: هالكاً، قاله مجاهد وقتادة, وقال ابن عباس: ملعوناً، وقال أيضاً هو والضحاك: {مَثْبُورًا (١٠٢)} أي: مغلوباً، والهالك - كما قال مجاهد - يشمل هذا كله، قال عبد الله بن الزبعري:
إذْ أُجارِي الشيطان في سَنن الغَيِّ ... ومَنْ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ
[يعني: هالك] وقرأ بعضهم برفع التاء من قوله: {عَلِمْتَ} وروي ذلك عن علي بن أبي طالب، ولكن قراءة الجمهور بفتح التاء على الخطاب لفرعون، كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ =

<<  <  ج: ص:  >  >>