للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهَا عِلْمًا وَيُتِمُّ الْكِتَابَ، كَذَا فِي الذَّخِيرَةِ.

(إذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ مُجَمِّدَةً) يَكْتُبُ: اشْتَرَى جَمِيعَ الْمُجَمِّدَةِ الَّتِي فِي مَوْضِعِ كَذَا بِجَمِيعِ مَا هُوَ مَنْسُوبٌ إلَيْهَا مِنْ الْغُدْرَانِ الثَّلَاثَةِ أَوْ الْغَدِيرَيْنِ أَوْ الْغَدِيرِ وَالْغَارِفَيْنِ وَهَذِهِ الْمُجَمِّدَةُ كَذَا ذِرَاعًا طُولًا فِي عَرْضٍ كَذَا ذِرَاعًا وَيَحُدُّ الْمُجَمِّدَةَ وَالْغَدَائِرَ وَالْغَارِفَيْنِ.

(إذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ مُثَلِّجَةً) يَكْتُبُ: اشْتَرَى جَمِيعَ الْمُثَلِّجَةِ الَّتِي فِي مَوْضِعِ كَذَا بِجَمِيعِ مَا يُنْسَبُ إلَيْهَا مِنْ جَوَانِبِهَا الْأَرْبَعَةِ وَيَحُدُّهَا.

(إذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ الْمَلَّاحَةَ) يَكْتُبُ اشْتَرَى جَمِيعَ الْمَلَّاحَةِ بِجَمِيعِ مَا يُنْسَبُ إلَيْهَا مِنْ الْحِيَاضِ وَمَجْمَعِ مَائِهَا وَمُسْتَجْمَعِ الْمِلْحِ فِيهَا وَنَحْوِهَا وَيَحُدُّهَا.

(وَإِذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ أَرْضًا فِيهَا عَيْنُ الْقِيرِ أَوْ النِّفْطِ) يَكْتُبُ: اشْتَرَى الْأَرْضَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا كَذَا وَالْعُيُونَ الَّتِي فِيهَا الْقِيرُ وَالنِّفْطُ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ اشْتَرَى هَذِهِ الْأَرْضَ مَعَ هَذِهِ الْعُيُونِ الَّتِي فِيهَا الْقِيرُ الْقَائِمُ وَالنِّفْطُ الْقَائِمُ فِي هَذِهِ الْعُيُونِ وَإِنَّمَا كَتَبْنَا الْعُيُونَ؛ لِأَنَّ عِنْدَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ لَا يَدْخُلُ الْعَيْنُ فِي بَيْعِ الْأَرْضِ؛ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الِانْتِفَاعُ بِهَا مِنْ حَيْثُ الزِّرَاعَةِ وَكَانَتْ مِنْ خِلَافِ جِنْسِ الْأَرْضِ فَيُكْتَبُ احْتِرَازًا عَنْ هَذَا الْخِلَافِ وَإِنَّمَا كَتَبْنَا الْقِيرَ الْقَائِمَ وَالنِّفْطَ الْقَائِمَ؛ لِأَنَّهُمَا مُودَعَانِ فِي الْعُيُونِ كَالْمِلْحِ فِي الْمَمْلَحَةِ فَلَا يَدْخُلُ فِي الْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ وَإِنَّمَا افْتَرَقَ الْمَاءُ الَّذِي فِي الْبِئْرِ وَالْعَيْنِ، وَالْقِيرُ وَالنِّفْطُ فِي الْعَيْنِ مِنْ حَيْثُ إنَّ الْمَاءَ لَا يُذْكَرُ فِي الْبَيْعِ، وَالْقِيرُ وَالنِّفْطُ يُذْكَرَانِ؛ لِأَنَّ الْمَاءَ فِي الْبِئْرِ لَيْسَ بِمَمْلُوكٍ لِصَاحِبِ الْبِئْرِ فَكَيْفَ يَبِيعُهُ وَلَا كَذَلِكَ الْقِيرُ وَالنِّفْطُ وَإِنْ كَانَ لِلْبِئْرِ أَوْ لِلْعَيْنِ اسْمٌ يَذْكُرُ ذَلِكَ الِاسْمَ وَلَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ حَدِّ النَّهْرِ وَالْعَيْنِ، وَاَللَّهُ - تَعَالَى - أَعْلَمُ.

(وَإِنْ بَاعَ أَصْلَ نَهْرٍ جَارٍ) يَكْتُبُ مَفْتَحَهُ وَمُنْتَهَاهُ وَطُولَهُ وَعَرْضَهُ وَعُمْقَهُ وَيَذْكُرُ أَنَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهُ كَذَا ذِرَاعًا وَإِنْ كَانَ النَّهْرُ مُسَمًّى بِاسْمٍ يَكْتُبُ ذَلِكَ الِاسْمَ وَيَذْكُرُ حُدُودَهُ لَا مَحَالَةَ وَإِنْ اكْتَفَى بِذِكْرِ الْحُدُودِ فَلَا بَأْسَ بِتَرْكِ تَقْدِيرِ الذُّرْعَانِ؛ لِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ قَدْ حَصَلَتْ بِالتَّحْدِيدِ وَهِيَ الْمَقْصُودُ (وَإِنْ اشْتَرَى النَّهْرَ مَعَ الْأَرْضِ) يَكْتُبُ النَّهْرَ وَيَذْكُرُ طُولَهُ وَعَرْضَهُ وَعُمْقَهُ وَمَا يُسَمَّى بِهِ النَّهْرُ وَذُرْعَانَ حَرِيمِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ثُمَّ يَكْتُبُ الْأَرْضَ الَّتِي مَعَهُ وَيَحُدُّ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ تَمَامَ التَّعْرِيفِ بِالتَّحْدِيدِ وَيُتِمُّ الْكِتَابَ، كَذَا فِي الْمُحِيطِ.

(إذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ قَنَاةً) يَكْتُبُ اشْتَرَى جَمِيعَ الْقَنَاةِ الَّتِي هِيَ فِي قَرْيَةِ كَذَا وَمَفْتَحُهَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَمَصَبُّهَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَحَرِيمُهَا مِنْ الْجَانِبَيْنِ كَذَا ذِرَاعًا بِحُدُودِهَا وَحُقُوقِهَا وَأَرْضِهَا وَبِنَائِهَا وَسُفْلِهَا وَعُلُوِّهَا وَكَذَا النَّهْرُ إلَّا أَنَّ النَّهْرَ لَا يَكُونُ لَهُ عُلُوٌّ وَلَكِنْ يَكْتُبُ فِي النَّهْرِ عَرْضَهُ وَطُولَهُ وَعُمْقَهُ بِالذُّرْعَانِ وَيَذْكُرُ حَرِيمَهُ مِنْ الْجَانِبَيْنِ بِالذُّرْعَانِ أَيْضًا (إذَا كَانَ الْمَعْقُودُ عَلَيْهِ شِرْبًا بِغَيْرِ أَرْضٍ) وَبِغَيْرِ أَصْلِ النَّهْرِ فَهَذَا الْبَيْعُ لَا يَجُوزُ؛ لِأَنَّ الشِّرْبَ عِبَارَةٌ عَنْ نَصِيبِ الْمَاءِ وَحِصَّتِهِ وَالْمَاءُ قَبْلَ الْحِيَازَةِ لَيْسَ بِمَمْلُوكٍ لَهُ وَبَيْعُ مَا لَيْسَ بِمَمْلُوكٍ لَهُ لَا يَجُوزُ؛ وَلِأَنَّ الْمَاءَ مِمَّا يَقِلُّ وَيَكْثُرُ فَكَانَ الْمَبِيعُ مَجْهُولًا فَأَوْجَبَ فَسَادَ الْبَيْعِ قَالَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا - رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى - يَجُوزُ إنْ تَعَارَفُوا ذَلِكَ كَمَا فِي نَوَاحِي بَلْخٍ وَنَسَفَ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ فَإِنَّ أَهْلَ تِلْكَ النَّوَاحِي تَعَارَفُوا ذَلِكَ وَرَأَوْا جَوَازَهُ وَقَدْ قَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «مَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ» وَبِهِ كَانَ يُفْتِي الْقَاضِي الْإِمَامُ

<<  <  ج: ص:  >  >>