للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجودها ملائمة لمصالح الخلق القاضية بجلب المنافع منهم وصرف الشر عنهم (١) .

قلتُ: والقول بأن الجمال يأتي في الخَلق والخُلق قول راجح، وهو الذي تدل عليه لغة العرب، ومن الأدعية المأثورة: (اللهم جملني بالتقوى وزيني بالحلم وأكرمني بالعافية) قال عمرو بن معد يكرب:

ليس الجمالُ بمئزرٍ ... فاعلم وإن رُدِّيتَ بُرداً

إِنّ الجمالَ معادنٌ ... وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجداً

وقال آخر:

أقبل أرضاً سار فيها جمالها ... فكيف بدار دار فيها جمالها

على كل حال أم عمرو جميلة ... إذا لبست خلقانها أو جديدها

أما جمال الأنعام والدواب فهو من جمال الخلقة وهو مرئي بالأبصار موافق للبصائر، ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها: هذه نعم, قاله السدي، ولأنها إذا راحت توفَّرَ حسنها وعظم شأنها وتعلقت القلوب بها لأنها إذ ذاك أعظم ما تكون أسمنة وضروعاً, قاله قتادة. (٢)

قوله تعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} تريحون: الرواح: رجوع المواشي بالعشي من المرعى (٣) , وتسرحون: تخرجونها إلى المراعي بالغداة، فالسراح يكون بالغداة.


(١) - القرطبي في الجامع ج١٠ص٧١.
(٢) - القرطبي في الجامع ج١٠ص٧١.
(٣) - صفوة التفاسير ج٢ص١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>