للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لماذا ترجح جانب المكاتبة؟

[قلنا] (١): لأن المكاتبة لما قبلت الكتابة، ففد أقرت بالرق للمكاتب، ولما أقر المجهول بعد ذلك برقبة نفسه للمكاتبة، والمكاتب يقر بالرق للمجهول كان إقرار المجهول (٢) بمنزلة إقرار المكاتب بنفسه للمكاتبة، وإقراره لها آخر الإقرارين، فيجعل آخرهما ناسخا للأول، كرجلين في يدهما عين، كل واحد منهما يقر به لصاحبه، إن أقرا معا بطلا، وإن أقرا على التعقب يبطل الإقرار الأول، فيؤخذ بالثاني، وكذلك رجل أقر أنه مملوك لعبد فلان، ثم أقر مولى ذلك (٣) العبد، وهو مجهول أيضا، أنه مملوك لهذا المقر، وخرج لكلامهما معا، كان الرجلان (٤) جميعا مملوكين للعبد إذا كان العبد يدعي أنه حر، ولا يقر بالرق لأحدهما لما قلنا (٥).

وحكي أن عيسى بن أبان (٦) دخل على داود بن علي الأصفهاني (٧)، وكان داود


(١) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل وأثبتناه من (ج) و (د).
(٢) كان إقرار المجهول ساقط من (ج) و (د).
(٣) ذلك ساقط من (ج) و (د).
(٤) في (ج) و (د): وخرج الكلامان معا، كانا جميعا مملوكين.
(٥) لما قلنا ساقط من (ج) و (د).
(٦) هو الإمام عيسى بن أبان بن صدقة القاضي، وتقدم ترجمته في ص ٤٠٩.
(٧) هو داود بن على الأصبهاني الظاهرى الفقيه أبو سلمان، ولد سنة مائتين، وقيل: اثنتين ومائتين، ونشأ ببغداد، وفيها مات سنة ٢٧٠ هـ. وإنما قيل له الأصبهانى؛ لأن أُمه أصبهانية. أخذ العلم والحديث عن إسحاق، وأبى ثور؛ قال الخطيب: كان إماما، ورعا، زاهدا، ناسكا، في كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جدا، وصنف الكثير.
انظر ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ٢٥٥، طبقات الشافعية الكبرى، ٢/ ٧٤ - ٨٠، تاريخ البغداد=

<<  <  ج: ص:  >  >>