للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصر إلى الكوفة كذلك، فبقيا مقيمين إلى الكوفة (١).

فإن خرجا من الكوفة إلى بغداد، يقصران الصلاة، وإن قصدا المرور على القصر، لأنهما قصدا بغداد، وليس لهما بالقصر وطن.

أما الكوفي: فلأن وطنه الأصلي بالكوفة نقض وطن القصر، وأمّا البغداديّ: فعلى رواية الحسن رحمه الله يتمّ الصلاة (٢)، وعلى رواية هذا الكتاب يقصر.

وجه رواية الحسن [عن أبي حنيفة] (٣) أن وطن البغدادي بالقصر صحيح، لأنَّهُ نوى الإقامة في موضعها، ولم يوجد ما ينقضها، وقيام وطنه بالقصر يمنع تحقق السفر.

ووجه رواية هذا الكتاب أن وطن الإقامة لا يكون إلا بعد تقدم السفر، لأن الإقامة من المقيم لَغو، ولم يوجد تقدّم السَّفر، فلم يصحّ وطنه بالقصر، فصار مسافرًا إلى بغداد، وإذا قدما بغداد، فالبغداديّ يتمّ، لأنَّهُ صار مقيمًا بمجرد الوصول، والكوفي يقصر ما لم ينو الإقامة بها خمسة عشر يومًا.

هذا إذا خرجا يريدان القصر، فإن خرجا يريد كل واحد منهما وطن صاحبه، فالتَقيا بالقصر، ثم خرجا من القصر (٤) إلى الكوفة على عزم الانصراف منها إلى بغداد، فالبغداديّ يقصر في الذهاب والرجوع؛ لأنَّهُ خرج إلى السّفر، ولم يوجد ما يبطله.

وأمّا الكوفي فيتمّ الصلاة (٥) بالقصر، وفي رجوعه من القصر (٦) إلى الكوفة،


(١) قوله: "فبقيا مقيمين إلى الكوفة" ساقط من (ب).
(٢) "الصلاة" ساقط من النسخ الأخرى.
(٣) ما بين المعكوفتين إضافة من (ب).
(٤) "من القصر" ساقط من (ب).
(٥) كذا في الأصل، و"الصلاة" ساقط من النسخ الأخرى.
(٦) "من القصر" ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>