للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (١).

والدليل عليه أن بني قُريظة نزلوا على حكم الله تعالى (٢)، فحكَم سعد بن معاذ رضي الله عنه بقتل مقاتلتهم، وسبي نسائهم وذريتهم (٣)، فجّوز ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "لقد حكمت بحبهم الله تعالى من فوق سبعة أرقِعَة (٤) " (٥).

وجه ظاهر الرواية: ما روي أنَ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (٦) في وصيته لأمراء السرايا: "إذا حاصرتم حصنا، وأرادوكم أن تنزلوهم على حكم الله، فلا تنزلوهم،


(١) سورة التوبة، الآية: ٢٩.
(٢) قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني -رحمه الله- بعد أن ذكر قصة سعد بن معاذ وذكر أن لا بأس بأن ينزلهم على حكم رجل من المسلمين، قال: والأشهر أنهم نزلوا على حكم رسول الله عليه السلام، ثم جعل رسول الله عليه السلام الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ برضاهم. انظر "السير الكبير" ٢/ ٥٨٧ - ٥٨٨.
(٣) راجع للتفصيل كتاب المغازى للواقدى ٢/ ٥٠٦ - ٥١٢ و"مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعروة ابن الزببر" ص ١٨٨.
(٤) أرقِعَة: السموات، الواحدة: رقيع، لأن كل طبق رقيع للآخر، والمعنى أن هذا الحكم مكتوب في اللوح المحفوظ. "المغرب" ١/ ٣٤١.
(٥) أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٢١٦، والواقدي في "المغاري" ٢/ ٥٢١، والخطابي في "إصلاح خطء المحدثين، والطبراني في "المعجم الكبير، ٦/ ٦، وابن سعد في "الطبقات" ٣: ٢: ١٦، ورواه في "مغازي رسول الله لعروة ابن الزبير" برواية، أبي الأسود عنه، ص ١٨٧ - ١٨٨، جمع وتحقيق دكتور محمد مصطفى الأعظمي.
(٦) في (ج) و (د): "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال".

<<  <  ج: ص:  >  >>