للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وأبي حنيفة، ولزمه وتفقّه به، وهو أنبل تلامذته وأعلمهم، وعن أبي يوسف: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنه (١).

وحدّث عنه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأسد بن الفرات، وأحمد بن منيع … وعدد كثير.

وقال أحمد بن حنبل: "أول ما كتبت الحديث اختلفتُ إلى أبي يوسف". وعن ابن معين: "أبو يوسف صاحب حديث، صاحب سُنَّة (٢). وقال النسائي: "أبو يوسف القاضي ثقة (٣).

وقال محمد بن الحسن: "مرض أبو يوسف في زمن أبي حنيفة مرضًا خيف عليه منه، فعاده أبو حنيفة ونحن معه، فلما خرج من عنده وضع يديه على عتبة بابه، وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها، وأومأ إلى الأرض (٤). ومما يدل على عظيم شغفه بالعلم أنه اشتغل به إلى أن لفَظَ نَفَسه الأخير. قاله الإمام السرخسي (٥).

وكان قد سكن بغداد وتولّى القضاء بها لثلاثة من الحلفاء: المهدي وابنه الهادي ثم هارون الرشيد، وكان الرشيد يكرمه ويجلّه، وهو أول من دُعي بقاضي القضاة (٦).

روى الشيخ زاهد الكوثري عن إسماعيل بن حماد أنه قال: "كان محمد بن الحسن يبكر إلى مجلس الحديث ونبكر إلى أبي يوسف، فيجيء وقد مضت المسائل، ونحن


(١) "سير أعلام النبلاء" ٨/ ٤٧٠.
(٢) "سير أعلام النبلاء" ٨/ ٤٧٠.
(٣) مقدمة "إعلاء السنن" ٣/ ٧١.
(٤) "وفيات الأعيان، لابن خلكان" ٦/ ٣٨٢.
(٥) يرجع للتفصيل "المبسوط" ٤/ ٢٣، "الطبقات السنية" ١/ ١٩٠.
(٦) المصدر السابق ٦/ ٣٧٩. وقال الخطيب في تاريخ: "وهو أول من دُعي بقاضي القضاة في الإسلام". ١٤/ ٢٤، وانظر: "مجموع فتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية ٢٠/ ٣٠٤، و"الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار" لدكتور حسن الباشا ص ٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>