للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدوم. ثم جاء رأس الشهر، يقع أيضًا.

وأما الفصل الثاني:

إذا ذكر بحرف الواو، فإن جمع بين الوقتين، فقال: "أنتِ طالق غدًا وبعد غدٍ"، فجاء غد، يقع الطلاق، ولا ينتظر وجود بعد غدٍ، لأنه جعل الوقتين ظرفًا، وإنما يحصل ذلك بوقوع الطلاق في أوّلهما.

ولا يقع إلّا واحدة، لأنها إذا اتصفت بالطلاق في الوقت الأول، تكون موصوفة في الوقت الثاني، فلا ضرورة إلى وقوع طلاق آخر، فإن نوى ذلك، صحّت نيته، ويتكرّر الطلاق، لأنه نوى إضمار كلمة "في" (١).

وكذا لو قال: "أنتِ طالق الساعةَ وغدًا"، يقع في الحال واحدة (٢)، ثمّ لا يقع غدًا أخرى إلا أن ينويَ ذلك لما قلنا.

وإن جمع بين الفعلين، فقال: "أنت طالق إذا قدمِ فلان، وإذا قدمِ فلان"، أو ذكر


(١) قال السرخسي في مسألة لو قال: "أنت طالق اليوم وغدًا وبعد غد": فإن لم يكن له نية فهي واحدة، لأن بوقوع الواحدة عليها تتصف بالطلاق في هذه الأيام، وإن نوى ثلاثًا فهو كما نوى، وهي طالق كل يوم واحدة حتى تستكمل ثلاثًا في اليوم الثالث، إما لإضمار حرف "في" أو الإضمار التطليقة. "المبسوط" ٦/ ١٤٢، وانظر "الفتاوى التاتارخانية" ٣/ ٤١٨.
(٢) هذا نظير ما لو قال لامرأته: "أنت طالق اليوم وغدًا"، يقع الطلاق في اليوم، لأنه جعل الوقتين جميعًا ظرفًا لكونهما طالقًا، ولن يكون الوقتان جميعًا ظرفًا إلا عند الوقوع في أولهما، لأنه لو تأخّر الوقوع إلى الغد، لكان الظرف أحدهما. انظر "بدائع الصنائع" ٣/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>