للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا لو اشترى جارية على أنها بِكر، فوجدها ثيّبا باعتراف البائع، أو اشترى تمرا على أنه فارسي، فإذا هو دقل، لما قلنا.

فإن لم يرد حتى تعيب بعيب، تقوّم بكرا، وثيبا، ويقوّم التمر فارسيًا أدنى ما يكون، ويقوّم دقلا كما هي (١).

فإن كانت قيمة الفارسي أكثر يرجع بذلك القدر من الثمن.

وإن كانت قيمة هذا الدقل مثل الفارسي، لا يرجع بشئ؛ لأنهما إذا استويا في القيمة، لم يكن الفائت شيئًا متقوّما، فلا يكون له قسط من الثمن.

وكذا لو اشترى قَوْصَرّة (٢) تمر على أنه فارسي جيد، فإذا هو رديء، رده إن شاء، فإن أصابه ماء، ففسد، قوّم على هيئته، ويقوّم جيدًا: أدنى ما ينطلق عليه اسم "الجيد"، فيرجع بالفضل.

ولو اشترى شاةً على أنها نعجة، فوجدها كبشا، صحَّ العقده؛ لأن الجنس واحد؛ لعلة التفاوت بينهما في المنفعة المطلوبة، لأن معظم المقصود من الشاة اللحم، ومنفعة الدر والنسل لا تقوم بالأنثى وحدها، بل تحصل بالأنثى والذكر، فلا يعتبر ذلك، ينظر إلى ما يقوم بالمشروط وحده.


(١) وفي (ج) و (د): "كما هو".
(٢) "القَوْصَرةِ": بالتشديد والتخفيف، وعاء التمر يتخذ من قَصب، وذكر المطرزي أن قولهم: "وإنما تسمى بذلك ما دام فيها التمر وإلا فهي زبيل" مبنيّ على عرفهم. "المغرب في ترتيب المعرب" ٢/ ١٨١، "المصباح المنير" مادة: قصر، ٢/ ٥٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>