للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن كذلك كان مبنيا على الفتح غير معرب. وعلة بنائه تضمنه معنى الحرف، لأن قولك: لا رجل في الدار، متضمن معنى قولك: لا من رجل في الدار. ولم يبن إذا كان مضافاً لوجهين: أحدهما: أنهم كرهوا أن يبنوا متعددات. والآخر: أن الإضافة أقوى خواص الأسماء، فقابلت ذلك التضمن، فرجع الاسم إلى أصله.

والدليل على أن المفرد مبني أنه غير منون، ولا مانع منه لولا البناء. والدليل على أن المضاف والمشبهه بالمضاف معرب التنوين عند الإمكان في قولك: لا ضارباً زيداً في الدار، ووجوب نصب صفته في قولك: لا غلام رجل أفضل منك موجود.

وقوله:

"لا نسب اليوم ولا خلة (١)

على إضمار فعل". وقع منه غلطاً، وإلا فلا خلاف أن المعطوف على المنفي بلا يجوز فيه النصب، سواء كررت "لا" أو لا، كقولك: لا حول ولا قوة. وقد ذكر ذلك فيما بعد في فصلك لا حول ولا قوة.

وقد أورد هذا البيت النحويون مستشهدين به في نصب المعطوف على اللفظ. وأما قوله:

ألا رجلا جزاه الله خيراً ... يدل على محصلة تبيت (٢)


(١) هذا صدر بيت من السريع. وعجزه: اتسع الخرق على الراقع.
ونسبه سيبويه لأنس بن العباس من بني سليم ٢/ ٢٨٥. ونسبه ابن منظور لأبي عامر جد العباس بن مرداس (قمر). وهو من شواهد الكامل ٢/ ٦٩. واللمع لابن جني ص ٤٤. ومغنى اللبيب ١/ ٢٤٩ (دمشق). وقد أوضح المؤلف موضع استشهاده. وزعم يونس أنه نون مضطراً. انظر الكتاب ٢/ ٣٠٩.
(٢) سبق الكلام عن هذا الشاهد في الإملاء (٣٥) من الأمالي القرآنية. ص:١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>