للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: " وحضاجر علم (١) للضبع غير منصرف". قال: حضاجر وسراويل، يرد على تعريف الجماعة نقضا، لأنه واحد. وهو على زنة جعافر، وكذلك سراويل، لأنه على زنة قراويح (٢) وهو اسم مدلوله مفرد.

وأجابوا عن سراويل إذا لم يصرف وهو الأكثر، وقدر أنه عربي (٣): بأنه جمع في التقدير لسروالة (٤). فإذا استعمل جمعا فلا إشكال على التعريفين، وإن استعمل للمفرد كان تقدير الجمع فيه ضعيفا من حيث كان النقل في أسماء الأجناس بعيدا. إلا أنه يغتفر ههنا من حيث إنه لا بد من ارتكاب محذورين أحدهما يلزم منه مخالفة أمر معلوم، والآخر يلزم منه ارتكاب أمر مستبعد. وذلك أنه إذا ثبت كونه غير منصرف وثبت أنه لا يمنع الصرف إلا لأحد العلل المذكورة، فكل هذه معلومة، ولا مانع فيه للصرف يمكن تقديره إلا ما ذكر. وإن كان بعيدا، فيجب ارتكاب ذلك المستبعد لئلا يلزم منه مخالفة أمر معلوم. فإن قدر أنه أعجمي فجوابه: أنه حمل على موازنه في العربية عند النقل، فوجب ألا يصرف.

وأما إذا صرف سراويل فيتعين عند هؤلاء أن يكون أعجميا، وإلا لم يصح قولهم: لا نظير له في الآحاد، لأنه إذا لم يكن أعجميا وقد صرف وجب أن يكون مفردا وهو على زنة ما قالوا إنه لا زنة له (٥) في الآحاد. وأما هذا التعريف


(١) وردت هذه الكلمة في نسخة الكافية وفي نسخ الأمالي مرفرعة. وأوردها الرضي في شرح الكافية منصوبة. وقال: "قوله: علما، حال من الضمير الذي هو في غير منصرف، أي: لا ينصرف في حال كونه علما للضبع" ١/ ٥٥.
(٢) القراويح: الطوال من النخل. اللسان (قرح). وفي هامش الأصل: جمع قرواح، وهو المكان المتسع. ورقة١٦٧.
(٣) قال سيبويه: "وهو أعجمي أعرب كما أعرب الآجر". وهو عنده غير منصرف لأنه أشبه ما لا ينصرف. الكتاب٣/ ٢٢٩. وهذا مذهب المبرد. انظر: المقتضب ٣/ ٣٢٦، ٣٤٥.
(٤) قال المبرد: "ومن العرب من يراها جمعا، واحدها سروالة". المقتضب٣/ ٣٤٥.
(٥) في الأصل وفي ب، د، س: علبه. وما أثبتناه من س. وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>