للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُصِرت، والزَّمانُ بعدُ دخانٌ، ... ما تجلَّتْ كواكبُ الميزانِ

خَفِيت أَنْ تُرَى بعين، فيما تُدْ ... رَكُ يوماً بمنظر وعيانِ

ليس إلا نَسيمُها وهو يا صاحِ دليلٌ منها على العِرفانِ

أنحلت جسمَها الليالي، فما تف ... تقُ لوناً إلا بلونِ القَناني

واسْقِنِيها من بعدِ تسعٍ وعشري ... نَ صباحاً، خَلَوْنَ من شعبانِ

واسقِنِيها يومَ الثَّلاثينَ، في الشَّ ... كِّ، وبعدَ السُّحورِ، قبلَ الأذانِ

وارصُدِ الوقتَ، لا تفرّط في سك ... ري، حتَّى يبيَّنَ الخيطانِ

وأقمني إلى الصَّلاة، ولا تس ... رف في يقظة الفتى الوَسْنانِ

أتصدَّى لها، وأسعى إلى المس ... جد جَهْدي، إِنْ كان لي رُكْبَتانِ

نِيَّتِي غيرُ ما سمِعتَ، وما كا ... ن لساني عن نِيَّتِي تُرْجُماني

وَيْحَ نفسي إِنْ لم يكن لي وَلاءٌ ... كان منّي في طاعة الرَّحْمنِ

فعِمادي وعُدَّتي في مَعادِي ... عندَ حشري، إذا جثا الخَصْمانِ،

يومَ عَرْضِي: مُحَمَّدٌ وعليٌّ ... والبَتُول الزَّهْراء والحَسَنانِ

خمسةٌ في العَبا، استجار بهم جِبْ ... رِيلُ، يَبْغي الزُّلْفَى إلى المَنّانِ

وأنشدني لنفسه:

أقولُ اضطرامُ النّارِ وَهْيَ خُدودُ ... وهِيفُ غصونِ البانِ وَهْيَ قُدودُ

وهم ألبسوا النّيرانَ ثوبَ احمرارِها ... وهْمُ علَّمُوا الأغصانَ كيف تَمِيدُ

تنوبُ العُيونُ النُّجْل فيهم عن الظّ؟ ُبَى ... فكلٌّ صريعٌ باللحاظ شهيدُ

وما المنعُ إلا ما أَبَتْه روادفٌ ... وما الرَّدْعُ إِلاّ ما نَهَتْهُ نُهودُ

لَئِنْ نَزَلُوا حَبْلَيْ زَرُودَ وعالجٍ ... فما القلبُ إلا عالجٌ وزَرُودُ

وأنشدني لنفسه:

يوم، أظلَّ بحُلّة دَكناءِ ... فسماؤه حجوبةٌ بسماءِ

ظلَّت ثُغورُ بُروقِه مفترَّةً ... لمّا استهلَّت سُحبُه ببكاءِ

وأنت تحاكي الشَّمسَ فيه قَيْنَةٌ ... صفراءُ، في دِيباجة صفراءِ

والكأسُ تُرضعني حُمَيّا، كلَّما ... نَوَتِ الفِطامَ، عَقَقْتُها بالماءِ

راحاً، إذا ما الليلُ أظلم بينَنا ... أمست أَدِلَّتَنا على النُّدَماءِ

يسعى بها في الشَّرْبِ أَلْمى، لو يَشَا ... لأَمَدَّها من وجهه بسَناءِ

أغرى بنا أقداحَها، فكأنّه ... قمرٌ يُديرُ كواكبَ الجَوْزاءِ

فشرِبتُها من كأسه، وشرِبتُها ... من لحظه رَشْفاً بغير إِناءِ

وازدانَ مجلسُنا بكلّ مُسَوَّدٍ ... يُنْمَى إلى ذي سُؤْدَدٍ ونَماءِ

يوماً، حَبانِيهِ الزَّمانُ، فيا لَها ... من مِنَّة وصَنيعة بيضاءِ

وأنشدني لنفسه:

النّاسُ، مشتقُّون من دهرهم ... طبعاً. فمَنْ مَيَّزَ أو قاسا

يمتحن الدَهْرَ وأحوالَه ... إِنْ شاءَ أَنْ يمتحنَ النّاسا

وأنشدني لنفسه:

يميناً بما ضمَّ المُصَلّى وما حوت ... رِحابُ مِنَى إِنّي إليك مَشُوقُ

وإِنّي متى فتّشتَ منّي طَوِيَّتي ... ومعتَقَدي في وُدّكم لَصديقُ

وإنّي متى استنجَدْتَني لِمُلِمَّة ... أجابك مأمونٌ عليك شفيقُ

وأنشدني لنفسه أيضاً، في الشوق:

لي يروعُ الفراقُ بالافتراقِ ... ثمَّ يقضي عليَّ بالأشواقِ

بي يسمَّى الفراقَ، لمّا تصَدَّى ... لي، وأبلى الأحبابَ بالافتراقِ

وسلوه عنّي، خلوت من الشَّوْ ... ق، وهل ذُقتُ قَطُّ طعمَ التَّلاقي؟

وكذاك الأشواقُ، تأخُذُ من شو ... قي، وتُبلي الأُلاّفَ بالاشتياقِ

وأنشدني أيضاً لنفسه:

<<  <  ج: ص:  >  >>