للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَقبِلْ، ولا تَحْرَدْ. ومُ ... رُّ القول منه المرءُ يَحْرَدْ

أترومُ بالشِّعر المُنَى؟ ... هَلاّ وكان الشَّعْرُ أسوَدْ

الشِّعرُ، لا تُصْغي له ... خَوْدٌ، ولا ينقادُ أمرَدْ

اسمَعْ، هُدِيتَ، نَصيحتي ... فالنُّصحُ، لي بالصّدق يَشْهَدْ

عُدْ، وارْضَ عن أهل الرِّبا ... طِ، وأَرْضِهِمْ، فالعَوْدُ أحمدْ

لاطِفْهُمُ، فالمرءُ يب ... لُغُ بالتَّلَطُّف كلَّ مَقْصِدْ

إِنْ كلَّفُوك غرامةً، ... فابْتَعْ لشيخ القوم مِقْوَدْ

واطلُبْ جِوارَ بريكة ... فالدّارُ بالجِيران تُحْمَدْ

ولِجِ الغُرَيْفَةَ، وارْقَ في ... ها حَسْبَ ما تختار، واصعَدْ

قد أُكْرِيَتْ، فاقْعُدْ إلى ... وقت الفراغ، لها بمَرْصَدْ

وهذه، كتبتها أنموذجاً لما كان بيننا من المكاتبات. ولم أثبت مكاتبته، فإني كنت أردها إليه في الجواب.

وله:

يا أُسرتي، إِن تَلِفَتْ مُهْجَتي ... لا تَهْزِلُوا بالنّاس في جِدِّها

ودونَكم، يا قوم، معشوقةً ... يخجَلُ غصن البانِ من قَدِّها

فإنْ خَفِي أمري، فلا تيأسوا ... واقتبِسوا الأَنباءَ من عندِها

وفتِّشوها، تَجِدُوا من دمي ... وشاهدٌ منه على خدِّها

وله:

ما قَرَنْت المديحَ في ابن طِرادٍ ... مستطيعاً، بل كان في المسطورِ

سوَّلَت لي نفسي ارتكابَ غرور ... فتورَّطْت في ارتكاب الغرورِ

لستُ بِدعاً في الخَلْق، حتّى تشكَّرْ ... تُ ضلالاً عند اشتباه الأُمورِ

قيل لي: ذا كان الوزيرَ، فما أَدْ ... رَكَ سمعي: ذا كان غيرَ الوزيرِ

لست أدعو عليه بالموت، والمو ... تُ مَصِيرُ الأنامِ ثُمَّ مَصِيري

بل دعائي دوامُ ما هو فيه ... من جُنوح في أمره وفُتورِ

والتفاتُ السُّلطانِ عنه بطبع ... وانكماش في باعه وقُصورِ

وانتفاءُ الدِّينار منه، إلى أن ... يتوارى في بيته بحَصِيرِ

وأنشدت قصيدةً، على أنها ل ابن المندائي قاضي واسط. فلما أنشدتها ل السوادي، قال: هي لي، لا له.

فمنها ما أنشدنيه:

يا لائمي، خفِّضْ عليَّ مَلامي ... هيَّجْتَ وَجْدي، واستثرتَ غرامي

لو سُغْتَ ما اسأرتُ من كأس النَّوَى ... لأَقَمْتَ عذري، واطَّرحتَ ملامي

الشَّوْقُ أيسرُ ما تُجِنّ جَوانحي، ... والوَجْدُ أهونُ ما تُكِنُّ عِظامي

ساهمت أيّامي، فأُبْتُ من النَّوى ... عمَّن أُحِبُّ بأوفر الأَقسامِ

يا راكباً، يَسرِي على عَيْرانة ... يجتابُ ذاتَ سَباسِبٍ وإِكامِ

عَرِّجْ على غربيّ واسِطَ، إنَّها ... دائي الدَّوِيُّ بها وبُرْءُ سَقامي

أَهْدِ السَّلام إلى أُناس، عَرَّهُمْ ... بُعدي، إذا ما استرفدوك سلامي

من عُصبة، ونَسابة، وصَحابة، ... وقرابة بِيضِ الوجوه كِرامِ

واخصُصْ بمَحض تحيَّتي وطني الذي ... فيه مُنَى نفسي وجُلُّ مَرامي

وطني الَّذي لم اَقضِ منه لُبانَةً ... ونزَحْتُ عنه وما شفيتُ أُوامي

خلَّفتُ قلبي في ذَراه مقسَّماً ... ما بين جاريةٍ وبينَ غُلامِ

وأشرَحْ لهم حالاً، متى نَصَتُوا لها ... سَتَرُوا رَشاشَ الدَّمع بالأَكمامِ

وتأوَّهُوا، متوجعّينَ لِوامقٍ ... حَصَّتْ قَوادِمَه يدُ الأَيّامِ

إن ناحَ خفَّضَتِ الحَمامُ، وإن بكى ... أزرى بعينَيْ عُروة بن حِزامِ

لي عندَ دارِهِمُ فؤادٌ والِهٌ، ... وحَشاً بلَوْعات الصَّبابة حامِ

وأضالعٌ، تَحوِي بقيَّةَ مُهجةٍ، ... تنهالُ من جَفْنٍ قَريحٍ دامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>