للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجَدّ لا بالكَدّ تنتظم المُنى ... نرجو الغِنى والفقر في طلب الغنى

كلٌّ يعوذ بربّه من فِتنةٍ ... إِلاّ الحريص فسؤلُه أَن يُفْتَنا

يا قلْبُ أَنت مُعَذَّلٌ ومعذّبٌ ... لِمَ لا تزال أَخا الجَوى وأَبا الضنا

أَفرغْ عليك دِلاء صبرك وانتصر ... إِنّ السلاح لِدفع ضيمٍ يُقْتَنى

صبراً، وإِن لم تستطع صبراً فذُبْ ... مَنْ فَرّ مما لا يُطاق فما ونى

ليت الذي بالعشق دونك خصّني ... يا ظالمي قسم المحَبَّة بيننا

أَنا في الهوى مثلُ الخِلال مُثَقَّفٌ ... ولقد أَضرّتْ بي مناسبة القنا

أَلقى الهزبرَ فلا أَخاف نُيوبَه ... ويَروعُني نَظَرُ الغَزال إِذا رنا

وكذاكَ في طلب المعيشةِ شِيمَتي ... بخلاف من شاهدْت من أَهْلِ الدُّنا

لو نِلتُ منزِلةَ السِّماك مشارِكاً ... فيها، لأُبدلت العزاء من الهَنا

لا تقنَعَنَّ من الأُمور بِمَنْسِمٍ ... إِنّ السَنام بحذف آخره سَنا

النَّقْعُ شُبّه بالسماء لأّن علا ... والغيمُ منْ جنس الدُّخان إِذا دنا

والنّخل ما ثمراتُه بقريبةٍ ... ويكون أَعذبَ كلّ عودٍ مُجْتَنى

أَعْرِب جمالك بالمُجاملة التي ... هي نجوةٌ ودَع اللِّسان ليَلْحَنا

فاليومَ نِمْتُ عن النوائب وانْبرتْ ... هِمم الوزير تنُوبُ لي فيما عنا

وقنِعْت باسم مُؤَمَّلٍ جاوَرْتُه ... أَدعو لدولته مُسِرّاً مُعْلِنا

مَلِك يُشير بكفّه لا سيفه ... فَيَرُدّ بالخمس الخميسِ الأَرْعنا

ومن العجائِب أَنّ صُلْبَ نواله ... مُتَحَمِّلٌ ثِقل الرجاء وما انْحَنى

يَثْني خُطُوب الدّهْر عن إقليمه ... قَلَمٌ جرى يومَ الهِبات فما انثنى

مُتردّدٌ يسعى لحاجة غيره ... مُتَحَمِّلٌ عن قلب حامله العنا

ذو الدُّرِّ مُفْتَقِرٌ إِلى سُبُحاتِه ... وعن الجُمان بها لحامله غنى

يا مَنْ أَعار السيفَ شِدّةَ بأْسه ... وأَطاعه الفَلَكُ المُدار وأَذْعَنا

أَنا من يفضله القبول على الورى ... أَمّا إِذا وَقع الصُّدود فمن أَنا

ما بِعْتُ فيك الخلْق حتى زُرْتُهم ... فعلمتُ أضنك فوقهم متيقنا

وَمَخافتي أضنْ لا يكون لرغْبتي ... أَثَرٌ فأَبقى لا هُناكَ ولا هُنا

قد أَرْجف الحُسّاد أَنّي غَلْطَةٌ ... كُتِبت فأَصْبح كَشْطُها مُتَعَيِّنا

والفضل يأْنف أَن تُصيخَ لناقصٍ ... حاشا لسمعك أَن يُشافَه بالخَنا

لا ترْمِني رميَ القُلامة وارْمِ بي ... في مطلبٍ رَمْي الجمار إِلى مِنى

إِني أَعوذُ بما حَوَيْتَ من العُلى ... مِنْ أنْ يُخَرَّب فيَّ رأْيُك ما بنى

أَيروعني نَقَدٌ وأَنت جعلتني ... أَسداً، وأَنْبَتَ لي رجاؤك بُرْثنا

أَعْرَضتَ، والغزّي أَنتَ غرسته ... فَعَلامَ تُعْرِض عن جَناه وما جنى

جاءت مديتُه نِكاحاً جائزاً ... وأَتَتْ مودّتُه بلا مَهْرٍ، زِنا

يا آل مُكْرَمٍ، المَكارِمُ لم تزلْ ... مُشتقةَ الأسماءِ منكم والكُنى

نحن النّباتُ وأَنتمُ السحب التي ... تهْتَزّ تحتَ قِطارها أرض المُنى

فصِفاتُنا في المدح لائقةٌ بكم ... وصِلاتُكم في الجود لائقةٌ بنا

لمّا صفا أَدبي تبيّن مجدُكم ... لون المُدامة في الزجاج تبيّنا

يا ابن العَلاءِ وما العلاء مُسَلَّماً ... لِسواك، زِدْ بالشارِدات تَيَمُّنا

<<  <  ج: ص:  >  >>