للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِرْباء رتبتك الحَسُودُ، فَوجهُه ... أَبداً يُقابل شَمْسَها مُتَلَوّنا

أقْسَمتُ بالمُتَسَرْبلين من السُّرى ... حُلَلَ الدُّجى فهُمُ العُراةُ مِن الونى

والباكياتِ من الفِراق بأَعينٍ ... يُجْرين منها في خُدودٍ أَعْينا

وعهودٍ لذات الشباب، وإِنها ... ليَرى الخَليعُ قبيحَها مُسْتَحْسَنا

أَيّامَ خَلْع عِذاره لا نعله ... يوطيه جانِبَ مُشْتهاه الأَيْمَنا

إنّ الوزير المُكْرَميّ لَمَوْرِدٌ ... لِظِماءِ هذا الخلْق، مطروقُ الفِنا

لا زال بالمنظوم من أَوصافه ... دون الممالك والغنى مُتزيّنا

وله في القاضي زين الإسلام أبي سعد الهروي:

تباً لإِسلامٍ غدا ... والأَعورُ الهَرَويّ زَيْنُه

أَيُزَيّن الإِسلامَ مَنْ ... عَمِيَتْ بصيرَتُه وَعَيْنُه

وله من قصيدة يمدح ابن مكرم:

قُلوبُ الوَرى أَشْراكُهُنّ الشَمائلُ ... وشُهْبُ العُلى أَفْلاكُهُنّ الفَضائِلُ

إِليكُمْ تُضافُ المَكْرُماتُ، ابنَ مُكْرَمٍ ... كأَنَّكُمُ الأَفْلاكُ وهي المنازل

ومنها:

صَقَلْتَ العُلى بالمَكْرُماتِ وإِنّما ... تَنِمّ بأَسرار السّيوفِ الصَّياقِلُ

سَماحُك والتَّقريطُ زَندٌ وقادِحٌ ... وعَزْمُك والتوفيق فحلٌ وشائل

ومنها:

تقدَّمْتَ فضْلاً إن تأَخّرتَ مُدّةً ... هَوادي الحَيا طَلٌّ وعُقْباه وابِل

وقد جاء وِترٌ في الصلاة مؤَخَّراً ... به خُتِمَتْ تِلك الشُفوع الأَوائل

ومنها:

وما أَنت إِلاّ النّصْلُ، والدّهْرُ غِمْدُهُ ... وما قيمةُ الأَغْماد لولا المَناصِلُ

ولِمْ لا تَرى نَبْتَ المدائح نامياً ... وكَفُّكَ غَيْثٌ والرّياض الأَفاضل

ومنها:

ويلزَمَني لِمْ أَنت في الفضل طاعِنٌ ... وما أَنت جسّاس والفضْلُ وائل

خُطوبُك نارٌ، والكريم وَذِيلَةٌ ... وتحت لهيب النّار تصفو الوذائلُ

ويا همّتي لا تُنْكِري شَيْب لِمّتي ... فذا النّورُ بين الجهْل والحِلْم فاصل

ومنها في المديح:

هو السَّمْح إِلاّ بالمعالي فديح:

هو السَّمْح إِلاّ بالمعالي فإِنّه ... بها باخِلٌ، والسّمْحُ بالمجدِ باخلُ

إِذا زُرْتَه فاستغْن عن باب غيره ... فَساقِطَةٌ بالواجباتِ النّوافِل

وَقِفْ تحت رأْيٍ منه أَو تحت رايةٍ ... فلا الحدّ مَفْلولٌ ولا الرأْيُ فائل

إِليه مَرَدُّ الأَمْر، والأَمْرُ مُشْكِلٌ ... وفيه مَجالُ الفِكْر، والفكر ذاهل

ومنها في صفة القلم:

له ترجُمانٌ من بني الماء نَبَّهَتْ ... على فَضْلِها بالقُرْب منه الأَناملُ

يَزينُ، وإِن لم يشك شيباً، قذالَه ... خِضابٌ، بمَسْح الرأْسِ في الحال ناصل

وظمآن يَرْوى بعد شَقِّ لسانه ... ولو صحّ لم تَنْقَعْ صَداه المَناهِلُ

تَوَهَّمَ أَنّ السِّفر بَحْرٌ فما له ... سوى موضع العُنْوان والختم ساحل

إِذا سُقِيَتْ منه القراطيسُ أَحدقت ... وأَثمر عود المُبْتَغى وهو ذابل

وأَلطفُ ما في صُنْعِه أَنّ رَمْزَه ... بمصر إِلى مَنْ بالعِراقَيْن واصِلُ

وأَنّ الذي يسقيه حين يَمُجُّهُ ... لِجانٍ وعافٍ منهُ حَتْفٌ ونائل

كَذا ثمراتُ الأَرْض، والماءُ واحد ... به اختلفتْ أَلوانها والمآكل

ومنها في وصف الكتابة:

كأَنّ المعاني في مَحاريبِ كُتْبِه ... قَناديلُ ليلٍ والسُّطورُ سَلاسلُ

كَواكب عَجْمٍ في أَهِلّةِ أَحْرُفٍ ... بُدورُ المعاني بينهنّ كَوامِل

ومنها:

ولي عادةُ التخفيف، والوصلُ في الهوى ... لِكثرتِه يُقْلى الحبيبُ المُواصِل

<<  <  ج: ص:  >  >>