للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذا كنتَ صَبّاً لم تَصِفْ قمر الدُّجى ... ولم تكْتَرِثْ بالخُوطِ وهو يَميدُ

فقُلتُ له ذَرْني أُفَضِّلُ كاملاً ... إِذا لمْ يكُن فوقَ الكمال مَزيد

فما للغُصونِ المُسْتقيماتِ أَوْجُهٌ ... ولا للبُدورِ المُشْرِقات قُدود

ولا لكريمِ المُلْكِ في أَهلِ عَصْره ... نظيرٌ ولا في السُّحْب يومَ تَجُود

فَتىً، حَظُّهُ في ناظر الملك إِثْمِدٌ ... ومَسْعاهُ في جِيد الزّمان عُقودُ

وله من قصيدة في التهنئة بعيد الفطر:

صَوْمٌ أَغار عليه فِطْرُ ... كالنّجمِ بزَّ سَناه فَجْرُ

بِنْ يا صيامُ فلمْ تزلْ ... فَرْعاً له الإِفطار نَجْر

وله الشّهورُ وإِنما ... لك من جميع الحَوْل شهرُ

ما كنتَ أَوَّلَ راحلٍ ... ودّعْتَ والزّفراتُ جَمْر

ومنها:

بدأوا بأَخذ قلوبنا ... زاداً وقالوا نحن سَفْر

ومَضوْا وما لِقبابهم ... إِلاّ عَجاجُ الخَيْل سِتْر

حذراً على بيضٍ وسُمْر دونها بيضٌ وسُمْر

هذا مأخوذ، بل مسلوخ، من قول ابن صربعر البغدادي:

بيضٌ وسُمْرٌ في قِبابهمُ ... ممنوعةٌ بالبيض والسُّمْرِ

ومنها في المخلص:

غُمْرٌ من انْتَجع الحيا ... وندى بهاء الدين غَمْر

ومنها في المدح:

صَدْرٌ يجود، وعزمُه ... قلبٌ له التوفيق صَدْرُ

كتب الكواكبُ مدحَهُ ... فعلى المجرّة منه سطر

يَلْقى المؤمِّلَ باسماً ... كرماً تهافت عنه كِبر

والحبّ مَوْقوفٌ على ... بَشَر يقابل منه بِشْرُ

في خَطّه دُرَرٌ يَجُو ... دُ بِهنّ يُمْناه بَحْر

ولِكُلّ عافٍ عندَه ... معنىً من الإِحسان بِكْر

نال العُلى كَسْباً وليس لوارث العلياء فخر

كاللَّيْثِ علَّمه السُّطى ... نابٌ يصولُ به وظُفْر

فسمَتْ به وسَما بها ... فكِلاهما عِقْدٌ ونَحْر

فكأَنّه والمجد حين تمازجا ماءٌ وخمر

ومنها في التهنئة والشكر:

فاسعَد بعيدٍ رسمُه ... من جُود كفِّك مُسْتَمِرُّ

منْ نُور وجهك يَسْتَمِدّ فأَنت شمسٌ وهو بدر

قد جاءَتِ الصّلةُ التي ... تفصيلها خِلَعٌ وتِبْر

فجمعتُ شكري كلَّه ... ووَسَمْته بك وهو كُثْر

وأَخافُ أَن تُسدي يداً ... أُخرى وليس لديّ شُكْر

يا مَنْ لنا مِنْ فتح با ... ب رجائه فتحٌ ونصر

نظمُ المدائح دَيْدني ... والجُودُ مالك عنه صبر

ومتى يقوم بحقّ من ... سَبقَتْ لُهاه الشِّعْرَ، شِعْر

وله من قصيدة:

أَين دَعواكَ والمَغاني مَغنِ ... والمعاني كاللفظ حاز المعاني

ونواك الشَّطونُ إِزْماعُكَ الرّحْلةَ مِنْ غزّةٍ إِلى عَسْقلان

ومنها:

إنما كانت الحياةُ حياةً ... في ليالي وصْلِ الحِسانِ، الحسان

يا خليليّ لو ملكتُ فؤادي ... جاز أَن يملك الصوابُ عِناني

ظالمي من أَراد إِنصافَ نفسي ... مِنْ هَواها، وآمري مَنْ نهاني

قد تورَّطْتُ في تعسُّفِ شَوْقي ... حيثُ لا يعرِفُ السُّلُوُّ مكاني

ومنها:

ربّ ليلٍ أَباحَ سفكَ دمِ الدّنِّ بضَرْبٍ تأْثيره في المثاني

فُوِّقَتْ للسُّرورِ فيه سِهامٌ ... وقَعتْ في مَقاتِل الأَحْزانِ

بين بيضٍ تجُودُ بالمُهَج الحُمْر، وصُفْرٍ تجود بالأبْدان

وغزالٍ تَعَلَّم الناسُ من عينيه حِفظَ النُّصول بالأَجفان

شفَع الضعف بالسُّطى، كالحُميَّا ... مَن مجيري في القَتُول الواني

كَبِدي منه خِلْبها في مخاليبِ عُقاب الصُّدودِ والهِجران

كُرةً صار كلُّ قلبٍ لصُدغٍ ... صار لمّا لواه كالصَّوْلجان

وعجيبٌ من خدّه كيفَ يَبْقى ... ماؤه بين جَمْرةٍ ودُخان

<<  <  ج: ص:  >  >>