للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعْ حديثَ الهوى فقد وثب العَقْلُ على الجهلِ وِثبة السِّرحان

وسلِ الله أَن يَزيدَ بهاء الدين عزّاً حضيضُه الفَرْقَدانِ

فهو من يحسب المَكارمَ ديناً ... ويَعُدُّ المديح عَقْد ضَمان

ومنها:

كلَّ يومٍ تعاقب المالَ يُمنا ... هـ بِسَوطِ النّدى وليس بجانِ

لاقياً من جوارها ما يُلاقي ... طَرَفُ الرمح من جِوار السِّنان

ليس يختصّ مدحُه بلساني ... مَدْحُ شمسِ الضُّحى بكلِّ لِسان

ومنها:

ما دعوناه من بني الدّهر إلاّ ... أَهَّلَ الدّهرُ نفسه للتهاني

جُمِعَ الأُسْد والكواكب والأَبْحر والنّاسُ منه في إنسان

واستجابت له مناقبُ شَتَّى ... لم تَجُلْ في خواطر الإِمكان

هيبةٌ في طلاقةٍ، واهتزازٌ ... في ثباتٍ، وموجَزٌ في بيان

شِيَمٌ رَوّتِ القواضبَ والسُّمْر، ظِماءً، في كلّ حربٍ عوان

ومنها:

يا أَبا جعفر، أَبو الجعفر البحرُ، وقد صحّ ما ادّعاه الكاني

كيف يبقى ما أَثْبتته السجايا ... ولِكفَّيْك في النَّدى آيتان

ثمرٌ لا يَقِلّ، والعودُ ذاوٍ ... وربيعٌ، والشمسُ في الميزان

مالُكَن الدَّهْرَ، قِسْمَةٌ بعدَ وُفّا ... دِكَ بين الخُوان والإِخوان

لا كمن عَزّ خُبزُه أَن ترى العينُ مُحَيّاه في سوى رمضان

وله من قصيدة في وزير بعد سمل عينيه ويذكر ما جرى له في القلعة:

اللهُ جارُك والنبيُّ الهادي ... يا من يُوالي فيهما ويُعادي

كِلْ ما يَهولُ من الأُمورِ إِلى الذي ... عَلِمَ السَريرةَ فهو بالمِرْصادِ

كم سَرّ آخرُ عارضٍ من بعد ما ... ساءتك منه طلائع وهوادي

في كُلّ حُكْمٍ حِكمةٌ مدفونةٌ ... كشرارةٍ عطَّيْتَها برَماد

ما النّاسُ إِلاّ جازِعٌ أَو طامعٌ ... خُلِقُوا عبيدَ السيف والإِرفاد

لو كان يُنْجي الاعتزالُ نجا به ... مما دهاه، الحارثُ بن عَباد

ومنها:

تَبَّتْ يدُ الأَيام إنَّ صروفها ... سَقَمُ الكِرام وصِحَّةُ الأَوْغادِ

لو أَنصَفْتك لكنتَ أَشرفَ رائحٍ ... في تاجِ مملكةٍ وأَكرمَ غادِ

لكنْ خُلِقْنا في زمانٍ جاهلٍ ... بمواضع الإًصلاح والإفساد

يصف عمى الممدوح:

لِلهِ في إِبقاء عِزّك باذِخاً ... سِرٌّ حَداه من المشيئةِ حادِ

مِنْ بعدِ ما ظنّ السَوادُ من الوَرى ... أَنّ العُلى في مُقلةٍ وسواد

هيهاتَ خاطرُكَ المنير تخاله ... كالشَّمس أَو كالكوكب الوقّاد

وعَمى العُيون، إذا البصائر أَبصرتْ ... كفٌّ عن النظر الطَّموحِ العادي

أَصبحت كالفِردوس ليس ضياؤها ... بالنَّيِّرين ولا بقَدْحِ زِناد

ومنها يصف القلعة:

كم رام حربك من خميسٍ، قَلْبُه ... كاليمِّ، في التَّمويجِ والإِزباد

سدّ البسيطة نازلاً من قُلّة الجبلِ الأَشَمِّ إِلى قرارِ الوادي

حتّى غَدا الحَصن المُبارك خِنْصراً ... في خاتَمٍ من بُهْمَةٍ وجواد

واشتدّ غيظ بني السخائم واغتدَوْا ... زُرّاع ما طمعوا له بحصاد

قَصَموا الصّوارم حين يُكْرَه لَمْسُها ... من غيظهم وتَسَعُّرِ الأَكباد

فكأَنّما كان الوَباءُ كمينَهُم ... بعثوه واتّفقوا على ميعاد

ومنها:

بارزتَهُمْ بكُماة رأْيٍ كَهْلُها ... وغُلامها من حيّ مَحْض سَداد

ومنها:

إِنّ الحصون تَحَصَّنَتْ برجالها ... همْ كالمناصِل وهي كالأَغْماد

والفتحُ من ربّ السماءِ منالُه ... بالنصر لا بِتَكاثُر الأَجْناد

أَخذ الفوارسَ فارسٌ، فلْيمتنع ... بأَبي الفوارس مُقْبِلُ الأَولاد

ومنها:

<<  <  ج: ص:  >  >>