للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا، واعتناقِ هواكم بعد فُرْقتكم ... ما كان صَرْفُ النَّوى منكم على بالي

وإِنّما اعترضتْ بيني وبينَكم ... نوائبٌ أَرْخصتْ من دمعيَ الغالي

لولا مكانُ هواكم من مُحافظتي ... لما صرفتُ إِليكم وجه آمالي

سَلوْتُ عن غيركم لمّا عَلِقْتُ بكم ... وَجْداً، أَلا فاعجبوا للعاشق السالي

يا صاحِ إِنّ دموعي حرب زاجرها ... فامنَح هواملَها تركي وإِهمالي

وانظر إِلى عبراتي بَعْدَ بُعْدِهمُ ... إِن أَنت لم ترَ حالي عند تَرْحالي

لو كنتَ شاهدَنا والبينُ يجمعُنا ... على وداعٍ بنيران الهوى صال

رأَيتَ حبّةَ قلبي كيف يسلُبها ... حدٌّ لها، ليس بالخالي من الخال

وقد علاني فُتورٌ عند رؤيتها ... مُقَسَّمٌ بين عَيْنَيْها وأَوصالي

أَقول للصاحب الهادي ملامتَه ... ضَلالةُ القلبِ في أَكناف دي ذال

دعْني أَفُضُّ شُؤوني في معالمها ... فالدَّمعُ دمعيَ والأطلال أَطلالي

وله من أخرى:

أَما عند هذا القَوام الرُّدَيْني ... سجيّةُ عَطْف تقاضاه دضيْني

وأَحسبُ ما طال هذا المِطا ... ل إِلاّ ليلحق حَيْناً بحَيْنِ

ومن عَجَبٍ أَنني أَشتكي ... قساوةَ غُصنٍ من البان لَيْنِ

رماني بسهميْن من ناظريْن عن مَتْنِ قوسيْن من حاجبينِ

وإِنْ أَنكرت مقلتاه دمي ... فسائلْ به حُمرةَ الوَجْنتيْنِ

وَلِمْ لا تُناكرُني عينُه ... وقد علمت كيف إِقرار عيْني

وماليَ خصمٌ سوى ناظري ... فهل حاكم بين عَيْني وبيْني

ومنها في المدح:

أَصَبْتَ عِدىً فملأتَ القلوب ... وصُبْتَ يداً فملأْت اليديْن

كأَنّك لستَ ترى راحةً ... سوى حَثْوِ مالِك بالرّاحَتيْن

فداؤك باكٍ على ماله ... بكاءَ اليتيم على الوالديْن

وله:

خفضي الصوتَ يا حَمامَة مقْرى ... هاج شوقي دعاؤك المرفوعُ

إِنّما تستثير رِقّةٌ شكوا ... كِ دموعي والوجدُ حيثُ الدموع

طَرَّبتْ عند إِلفها، وشَجاني ... فَقْدُ إِلْفي فأَيّنا المفجوع

وله: لا تناظرُ جاهلاً أَسندك الدهرُ إليه

إِنما تُهْدي له علماً يُعادِيكَ عليه

وله من قصيدة يصف إبريق المدام:

ترى الإِبريقَ يحملُه أَخوهُ ... كِلا الظَّبْيَيْن يَلْثِمُهُ ارتِشافا

يَظَلُّ كمُطرِقٍ في القوم يبكي ... دماً أَو ناكسٍ يشكو الرُّعافا

ومنها:

يكفِّ مُهفهَف الكَشْحَيْن يُنْمى ... إِلى الغُصْنِ اعتدالاً وانعطافا

يُدير الكأْس من يده دِهاقاً ... ويَسْقي الرّاحَ من فمه سُلافا

ويُهدي الوردَ لا مِنْ وَجنتيْه ... فَيَأْبى أَخذَه إِلاّ قِطافا

ومنها في وصف المغني:

ومُسْمِعُنا الأَغنُّ إِذا تَغَنّى ... خلعت على مَحبَّته العَفافا

يُضاعِفُ من سرور القلب حتى ... يكاد يشُقّ للطرب الشَّغافا

وله يصف الغدير وقد تدرج ماؤه بالنسيم:

أَوَ ما ترى طرب الغدير إِلى النسيم إِذا تحرّكْ

بل لو رأَيت الماء يلعب في جوانبه لَسَرَّكْ

وإِذا الصَّبا هبّتْ عليه أَتاك في ثوبٍ مُفَرَّكْ

وله من قصيدة:

بما بعطفيك من تيهٍ ومن صَفَفِ ... مَنْ دَلّ ذلك يا هذا على تلفي

ناشدْتُكَ الله في نفسٍ غَدَتْ فِرَقاً ... بين الجَوى والأَسى والبَثِّ والأَسفِ

ومهجةٍ رفع التكليفَ خالقُها ... عنها لشدّة ما تلقى من الكَلَف

أَستشعرُ اليأس في لا، ثمّ يُطمِعُني ... إِشارةٌ في اعتناق اللامِ والأَلِفِ

إِنْ أَنت روَّيْتَ من أَلفاظه أُذُناً ... علمتَ كيفَ مَقَرُّ الدُّرِّ في الصَّدَفِ

<<  <  ج: ص:  >  >>