يا نديميّ غَنِّياني بشِعري ... واسقياني بُنيّة العُنقودِ
عرّجا بي ما بين سَطرى ومَقرى ... لا بأَكناف عالِجٍ وزَرود
سقّياني كأْساً على نهر ثورا ... وذراني أَبولها في يزيد
أَنا من شيعة الإمام حُسَيْنٍ ... لست من سنة الإمام وليدِ
مَذهبي مُذْهَب، ولكّنني في ... بلدة زُخرِفَت لكلّ بليد
غير أَنّ الزمان فيها أَنيقٌ ... تحت ظِلٍّ من الغصون مَديد
ورياضٍ من البَنَفْسَج والنَّرْ ... جِس قد عُطّرت بمسكٍ وعود
كَثَنا الصالح بن رُزِّيك في كلّ قريبٍ من الدُّنى وبعيد
ملك لم تزل ثيابُ عِداه ... من حِدادٍ وثَوْبُه من حديد
وله من قطعة كتبها إلى ابن السديد وقد سافر إلى بغداد يطلب منه شقة:
حاجتي شُقَّةٌ تَشُقُّ عهلى كلّ بغيضٍ من الورى وحَسودِ
ذاتُ لَوْنٍ كمثل عِرْضك لا عر ... ضي وحظّي من القريب البعيد
فابْعَثَنْها صفيقةً مثل مثل وجهي ... جَلَّ من صاغ جلده من حديد
واجْعَلَنْها طويلةً مثل قَرْني ... ولساني لا مثل قَدّي وجيدي
كَيْ أُرى في الشآم شيخاً خليعاً ... في قميصٍ من العراق جديد
وقوله قديماً وقد تولى صلاح الدين الملك الناصر إيالة دمشق:
لصوصَ الشّام، توبوا من ذُنوبٍ ... تُكَفِّرها العقوبةُ والصِّفادُ
لئن كان الفساد لكم صلاحاً ... فمولانا الصّلاحُ لكم فساد
وقوله في شمس الدولة وقد نزل دار عمه أسد الدين:
قلتُ لحسّادك زيدوا في الحسدْ ... قد سكن الدّارَ وقد حاز البلدْ
لا تعجَبوا إِن حَلَّ دارَ عمّهِ ... أَما تَحُلّ الشمسُ في بُرْج الأَسد
وقوله في مرثية بعض المجان:
يا خفيفاً على القلوب لطيفاً ... قد بكاه أَصادقٌ وأَعادي
كنتً من مُهجتي مكانَ السويدا ... ءِ ومن مُقلتي مكان السّوادِ
قد بكاك الرّاووق والكأْس والقَيْنة من لائطٍ إِلى قوّاد
أَيّها الشيخ ما نهتك الثمانو ... ن وذاك البياضُ بعد السّواد
لم تزل تلكمُ العَرامة حتى ... أَلحقتْه بالرّهط من قوم عاد
لا عُوَيْسٌ يبقى وإِلاّ ابن العصيفير ولا ابنُ الصّمان في الأَنداد
شمِتوا حين مات والموت ما تَنْفع فيه شماتةُ الحُسّاد
رحم الله من رأَى مصرح الشيْخ وهيّا من التُّقى خيرَ زاد
وقوله:
شكا إِليّ أَمْرَد ... قد حثّه ضيق اليدِ
فقلت لِمْ ضاقت وقد ... وسَّعت بابَ المقعد
وقوله في شريف:
وحِسْبةٍ نالها شريفٌ ... بلا طَريف ولا تليدِ
ما إِن تأَملته عبوساً ... إِلاّ ترضيتُ عن يزيد
الدال وقوله:
أَصبح الملكُ بعد آل عليٍّ ... مُشْرِقاً بالملوك من آل شاذي
وغدا الشّرقُ يحسُد الغربَ للقو ... م ومصرٌ تزهو على بغداذ
ما حواها إِلاّ بحَزْمٍ وعزم ... من صليل الفولاذ في الفولاذ
لا كفر عون والعزيز ومن كا ... ن بها كالخَصيب والأُستاذ
الراء وقوله:
نديمي قُمْ فقد صفتِ العُقارُ ... وقد غنّى على الأَيْك الهَزارُ
إِلى كم ذا التواني في الأَماني ... أَفِقْ ما لعمر إِلاّ مُسْتعار
وخذها من يديْ ظبي غريرٍ ... بِعيْنيه فُتورٌ وانكسار
إِذا ما الليل جَنَّ على النَّدامى ... تَجَلَّى من ثناياه النهار
يقول لي العَذول تسلَّ عنه ... وما عُذْري وقد دَبّ العِذارُ
فَصَبْراً للنّوى بعد التداني ... فلولا الخَمر ما ذُمَّ الخُمار
وقوله من أخرى:
أَمّا دمشقُ فجَنّاتٌ مُعَجَّلةٌ ... للطالبين بها الوِلدانُ والحُورُد