ما صاح فيها على أَوتاره قمرٌ ... إِلاّ وغناه قُمْرِيّ وشُحْرور
يا حبَّذا ودُروع الماءِ تنسِجُها ... أَناملُ الرّيح لولا أَنها زُور
ومنها:
همْ عارضوني على حُبّي لعارضه ... ومن أَحبَّ عِذاراً فهو معذور
ومن أخرى:
وكم ليلةٍ قد لاح من صُدْغه الدُّجى ... ومن كأْسه الجَوْزا ومن فمه الفجرُ
وكم أَخذت أوتاره الثأر من دمي ... سُحَيْراً، فقال النّاس هذا هو السِّحر
يشاركني حِذقاً فَمِنْ عنده الغنا ... إِذا ما تنادمنا ومن عنديَ الشِّعْر
وقوله:
قوموا انظروا واعذِروا يا غافلين إِلى ... بدرٍ تبادر من أَفلاك اَزرار
على قضيبِ أَراكٍ في كثيبٍ نقاً ... تهزُّه خَطَراتٌ ذات أَخطار
ما رامت الروم، والأَتراك ما تركت ... أَدَقَّ من خصره في عَقد زُنّار
الماءُ والنار في خدَّيْه قد جُمِعا ... جَلّ المؤلِّف بين الماء والنار
وقد بدت شَعَراتٌ في عوارضه ... كأَنَّهن ليالٍ فوق أَسحار
وقوله في العذار:
دَبّ العِذار بخدّه فتعذَّرا ... مِن بعد ما قد كان بدراً نيِّرا
وتناقصت أَحواله فكأَنه الحبّال يمشي في المعاش إِلى وَرا
وقوله:
قالوا بدا في خدّه الشَّعْرُ ... وأَنت لا عقلٌ ولا صبرُ
واسودّ خدّاه، فقلت اقصُروا ... لولا الدُّجى ما حَسُن البدر
وقوله:
أَدِرْ يا طلعة البدرِ ... علينا أَنجُم الخمْرِ
وقطِّع ليلنا بالكأْ ... س حتّى مطلَع الفجر
على فتّانة العينين والخدَّيْن والثَّغْر
لنا في وجهها قمرٌ ... ومن نغماتها قُمْري
كذا فلْيشربِ الصهبا ... ءَ مثلي يا ذوي الشعر
كذا في ليلة الجمعة بل في ليلة القَدْر
مع الفتيان في الحانا ... ت بين الطَّبل والزَّمر
بحيث ابن ملكداد ... وحيث ابن أَبي الدر
حَرِيفان حُرافان ... بلا قَدْرٍ ولا قِدْرِ
وله:
نديمي داوِ بالخَمْرِ الخُمارا ... أَدرْ كأْسي يميناً أَو يسارا
مُشَعْشعة إِذا ما صفّقوها ... بماءٍ خِلْتَها نوراً ونارا
لها من مولِدَيْ موسى وعيسى ... شرابٌ لليهود وللنصارى
ومُسْمِعَةٍ إِذا ما شئت غنّتْ ... أَلا حيّ المنازل والديارا
بدتْ بدراً وماجت دِعْصَ رَمْلٍ ... وماسَتْ بانةً وشَدَتْ هَزارا
إِذا غازلْتُها أَو غازلَتْني ... تأَمَّلْت الفَرَزْدَق والنَّوارا
ويومَ غَدَتْ تعيِّرُني بشيْبي ... وقد رأَتِ السَّكينةَ والوَقارا
وما في الشَّيْبِ عند الناس عيبٌ ... إِذا ما عاد ليلُهمُ نهارا
ولكن في الشباب خَزَعْبلاتٌ ... لِمَنْ يهوى العَذارى لا العِذارا
وقوله في مدح بني السلار:
لا تلُمني على الدُّموع الجواري ... فهي عَوْني على فراق الجوارِ
كم لئيمٍ يَلَدُّ بالعيش صفواً ... وكريمٍ يَغُصّ بالأَكدارِ
لا يَفي الوَصلُ بالصُّدود خليليَّ كما الخَمْر لا يفي بالخُمار
فاسقِنيها لعلّها تصرِف الهمّ على طيب نَغْمة الأَوتار
خَنْدَريساً كأَنها في دُجى الليل بأَيدي السُّقاة شمسُ النهار
إِنما العيشُ في رياض دمشقٍ ... بين أَقمارها وبين القَماري
مثلما قد خلعتُ أَثواب مدحي ... باختياري على بني بختيار
مَعْشَر كالغيوث في حَلْبة السّلْم وفي الحرب كاللّيوثِ الضَّواري
بقلوبٍ كأَنها من جمالٍ ... وأَكفٍّ كأَنها من بحار
وكأَنّ الإِلَه، جلّن بَراهُمْ ... من فَخار، والناسَ من فَخّار
وقوله في ملك النحاة وكان يذكر مصر: