وقوله، ويكتب على سرج:
أَنا سَرْجٌ لمليكٍ ... حِصنه في الشّام شامَهْ
تحتيَ البرقُ وفوقي ... من أَياديه غَمامَهْ
كتب اللهُ عليه ... كلّما سار السلامَهْ
وله في شاعر يدعى الطائي قدم من بغداد:
قد أَصبح الطائِيُّ في جِلَّقٍ ... بدُبْره أَكرمَ من حاتم
يقول بالأَيْر الذي لم يزل ... يقوم، والناس مع القائم
النون وله من قصيدة:
يا غصنَ بانٍ تَثَنَّى وهو نَشْوانُ ... وبدرَ تِمٍّ لِحَظّي منهُ نُقْصانُ
إِلامَ تَصْدَعُ قلبي بالصدود قِلىً ... وليس يسكنه إِلاّك إنسان
من لي بذي شَنَبٍ يفترُّ عن بَرَدٍ ... ما إِن يذوب وفي خدّيْه نيران
أَخشى على كتفيْه من ذَوائِبه ... وكيف لا أَتخشَى وهي ثعبان
وقوله:
يا غُرْبةً جعلتْ فؤادي للأَسى ... إِلْفاً، وخدّي للمدامع مَوْطِنا
حتى أَلِفتُ حديثَ حادثة النَّوى ... يَلْقى الشدائدَ سهلةً مَن أَدْمنا
وقوله في الشيب:
وفي الشيب لي واعظٌ لو عقَلت ... قرعتُ على العمر سِنّي سنينا
تراني وقد عارض العارضَيْن طوراً شمالاً وطوراً يمينا
أُقلّع أَوَّلَ فرسانه ... ولكنّني أَتخشّى الكمينا
وقوله:
وفي دير مُرّانَ خَمّارةٌ ... من الروم في يومِ سَعْنينها
سقتْني على وجهها المُشْتهى ... أَرقَّ وأَعتقَ من دِينها
وقوله من أخرى:
ومُهَفهَفٍ كالرّمح يحمل مثلَه ... قَتَلَ الورى وسْنانُهُ وسِنانُهُ
فارقته وفرِقت عند وَداعه ... مِنْ صارمٍ أَجْفانُهُ أَجْفانُه
في ليلةٍ طالت عليَّ كأَنّها ... عِطفاه أَو صُدْغاه أَو هِجْرانه
حتى بدا فَلَقُ الصّباح كأَنّهُ ... وجهُ الأَمير وعِرضه وجِفانُهُ
وقوله في غلام كمراني:
وكيف يرانيَ الرُّقبا ... ءُ من سقمٍ بِجُثْماني
وجسمي مثل ما يحوي ... كمران الكمراني
وقوله في مدح شمس الدولة صاحب اليمن رحمه الله:
تأَمَّلْ ولْتكنْ ثَبْتَ الجَنان ... نساء الحيّ أَم حور الجِنانِ
بَدَوْن كأَنهنَّ بُدور تِمٍّ ... وَمِسْنَ كأَنهنّ غُصون بان
وكم في الحيّ بَهْكَنةٌ ... مُبَرْقَعَة المُحَيّا والحصان
ومخضوب القناة من الأَعادي ... لِعَيْنَيْ كلِّ مخضوب البنان
أَتيْناهُنّ أَضيافاً ولكن ... شُغلنا بالجفون عن الجِفان
يَقُلْن تَسَلَّ بالصَهْباء عنّا ... على ضرْب المَثالث والمَثاني
فقلتُ وقد مضى نَوْءُ الثُّرَيا ... وجاءت بالسُّعود النّيّران
عيونَ السُّحْب كم تبكين وَجْداً ... وقد ضحِكَتْ ثُغورُ الأُقْحُوان
وفي ربْع الحبيب لنا ربيعٌ ... ونَوْرٌ ما حَوَتْهُ النَّيْربان
وما شمسُ الضُّحى في الحُسْن إِلاّ ... كشمس الدولة المَلكِ الهِجان
وقوله:
كم أُمَشَّى كأَنني ذو طِحال ... وأُمُنى كأَنني كَمّون
وقوله في ابن نيسان:
كنت أَذُمّ ابنَ مالكٍ فإِذا ... ذاك سماءٌ عند ابن نيسان
قد قيل ما يَحْمَد المجرِّبُ لِلأَوَّل حتى يجرِّب الثاني
قَطَنْتُ في آمِدٍ أُؤمِّلُهُ ... وأَيُّ خيرٍ في ظِلِّ قطّان
وقوله في ذم كتاب:
وصَل الكتاب، عدِمت عشرَ أَناملٍ ... أَلَّفْنَ ما فيه من التضمين
ما كان أَشبهه وقد عاينته ... بوثيقةٍ حَلّت على مديون
الواو وقوله:
عذلوني في الحبّ، والعَذْل يَغْوي ... ورمَوْني بالصَّدِّ والصدُّ يَكْوي
واستحلّوا غَزْوي بكلِّ غَزالٍ ... حلَّ في حُبّه قِتالي وغَزْوي
تركونا ما بين وَجْدٍ وشوقٍ ... والمطايا ما بين سَوْقٍ وحَدْوِ