يخاف البُعْدَ من أَلِفَ التَّداني ... ويخشى الهجرَ مَنْ عَرَفَ الوِصالا
وقوله من أخرى:
ميلوا إِلى الدار من ذات اللَّمى ميلوا ... كحلاء ما جال في أَجفانها ميلُ
هذا بكائي عليها وهي حاضرةٌ ... لا فَرْسَخٌ بيننا يوماً ولا مِيل
ممشوقة القَدّ ما في شَنْفها خَرَسٌ ... ولا تَضِجّ بساقَيْها الخَلاخيل
كأَنّما قَدُّها رُمحٌ، ومَبْسِمُها ... صُبْح، بنفسيَ عسّالٌ ومعسول
ومنها:
إِني لأَعشق ما يحويه بُرْقُعها ... ولستُ أُبْغِض ما تحوي السراويل
وربّ كأْسٍ سقانيها على ظمأٍ ... مُهَفْهَفٌ مثلُ خُوطِ البان مَجْدول
حتى إِذا ما رشفْنا راحَ راحتِه ... وَهْناً، وأَنقالُنا عَضٌّ وتقبيل
جارت عليَّ يدُ السّاقي ومُقْلَتُه ... لكنني بزِمام العقْلِ معقول
أَد
وقوله في مدح الشيب:
رصّعَ الشيبُ لِمّتي يا حبيبي ... بنُجومٍ طُلوعُهُنَّ أُفولي
كان شَعْري كمُقلتيْك فأَضحى ... كثناياك، حَبَّذا من بديل
وقوله في مدح ابن نيسان بآمد:
قومي اسمعي يا هذه وتأَمَّلي ... رَقْصَ الغصون على غِناء البلبلِ
فالطَّيرُ بين تغَرُّدٍ وتشاجُرٍ ... والماءُ بين تَجَعُّدٍ وتسلْسُل
أَظِباءَ وَجْرةَ كم بشطَّيْ آمِدٍ ... من ظبْيةٍ كَحْلى وظَبيٍ أَكحل
ومُدلَّلٍ ومذَلَّلٍ في حُبّهِ ... شتّان بين مُدّلَّلٍ ومُذَلَّل
والعَيْش قد رقَّتْ حواشي حُسنِه ... ما بين دَجلتها إِلى قُطْرَبُّل
رَقَم الربيع رُبوعَها فكأَنها ... زنجيةٌ تختال تيهاً في الحي
ومنها في المدح:
في حِصنه غَيْثٌ، وفوق حصانه ... لَيْثٌ يَكُرّ على الكُماةِ بِمِسْحَل
متبسِّمٌ لعُفاته قبل النّدى ... كالبرق يلمَع للبِشارة بالوَلي
يعطي المُحَجَّلَةَ الجياد وكم لهُ ... في الجُوْد من يومٍ أَغرَّ مُحَجَّل
ويَرُدّ صدر السَّمْهَريِّ بصدره ... ماذا يؤثّر ذابلٌ في يَذْبُل
وكأَنّه والمَشْرَفِيُّ بكفّه ... بحرٌ يكُرّ على العُفاةِ بجدولِ
وقوله في الملك الناصر قبل ملك مصر وكان متولي دمشق:
رويدَكُمُ يا لُصوصَ الشآم ... فإِني لكم ناصحٌ في مَقالي
وإِياكمُ من سمّي النبيّ يوسُفَ ربِّ الحِجا والجمالِ
فذاك مُقطِّع أَيدي النساءِ ... وهذا مقطع أَيدي الرجال
وقوله في مغنية بمصر اسمها خراطيم:
تقول خراطيم لما أَتيْتُ: أَهلاً بذا الشاعر الأَحْوَلِ
وغنَّتْ فقلتُ لجُلاّسها: ... شبيهٌ بنصف اسمها الأَوَّل
الميم وقوله من قطعة:
أَمُوَلَّدَ الأَتراك إِن مُوَلَّدَ الأَعْراب أَضحى في هواكَ مُتَيَّما
لو كان قلبُك مثلَ عِطْفِك لَيِّناً ... ما كان حظي مثلَ صُدْغكَ مُظلِما
وقوله في مبارك بن منقذ:
ضدُّ اسمه المُنقِذيّ، عن ثقةٍ ... فلا تلومَنّه على الُّوم
كالجُدَرِيّ الذي يقال له ... مُباركٌ، وهو أَلف مشؤوم
وقوله من قصيدة:
سَلا هل سَلا عن رَبَّةِ الخال واللَّما ... مُحِبٌّ غدا من ظَلْمها مُتظلِّما
وهل لاح برقٌ من تبسُّم ثغرها ... فأَمطر إِلاّ سُحْبُ أَجفانه دما
مُهَفْهَفَةٌ كالخيزُرانة لَيْنَةٌ ... تزيد اعوجاجاً حين زادت تَقَوُّما
ومنها:
أَما آنَ أَن تدنو الديارُ بنازح ... وهل نافعي قوْلي بُعَيْدَ النَّوى أَما
كأَنّ قِسِيَّ البين لم ترَ في الورى ... لأَغراضها إِلاّ المحبين أَسهما
وقوله في المنثور:
قد أَقبل المنثور يا سيِّدي ... كالدُّرِّ والياقوت في نَظْمِهِ
ثَناك لا زال كأَنفاسه ... ومُخُّ من يَشْناك مثل اسمِه