للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ساقيَ الصَّهْباءِ صِرْفاً لا تَجُرْ ... وامزُج لنا الصهباءَ من أَرْياقه

جَلَّ الذي أَعطاه في الحُسْن المُنى ... وأَضاف خِلْقته إِلى أَخلاقه

كالغصنِ في حركاته، والظبي في ... لَفَتاتِه، والبدرِ في إِشراقه

قد ذُبتُ من شوقي إِليه صَبابةً ... وكذا المحبُّ يذوبُ من أَشواقه

وقوله في الربيع ووصف دمشق:

هذا هو الزّمن البديع المُونِقُ ... والعِيشَةُ الرَّغْدُ التي هي تُعْشَقُ

فعلامَ تصحو والحَمام كأَنها ... سَكْرى تُغنّي تارةً وتُصَفِّق

وتلوم في حبّ الديار جَهالةً ... هيهات يسلوها فؤادٌ شَيِّق

والشام شامةُ وَجْنَةِ الدنيا كما ... إِنسان مقلتِها الغضيضة جِلِّق

مِنْ آسِها لك جَنَّةٌ لا تنقضي ... ومن الشقيق جهنَّمٌ لا تَحْرِق

سِيَما وقد رَقَم الربيعُ ربوعها ... وَشْياً، به حَدَقُ البرايا تَحْدِق

في نَيْرَبٍ ضحكت ثُغورُ أَقاحِه ... لما بكاه العارضُ المُتَأَلِّق

وقوله:

وصاحبٍ يتلقّاني لحاجته ... بالرَّحْب، وهو مليح الخَلْق والخُلُقِ

حتى إِذا ما انقضت وليّ وخلَّفني ... أَحسَّ من جُرَذٍ في بيت مرتَلإق

كالماء، بينا ترى الظمآن يرشِفه ... حتى يبدّد باقيه على الطرق

وقوله في غلام طويل وكان عرقلة قصيراً أعور:

لي حبيبٌ قدُّه ... قُدَّ من السُّمْرِ الرِّقاقِ

من رآه ورآني ... قال ذا غير اتفاقي

أَعور الدَّجّال يمشي ... خَلْفَ عُوْجِ بن عُناق

الكاف وقوله في المدرسة التي أنشأها الملك العادل رحمه الله بدمشق:

ومدرسةٍ سيَدْرُس كلُّ شيء ... وتبقى في حِمى عِلْمٍ ونُسْكِ

تَضوَّع ذكرها شرقاً وغرباً ... بنور الدين محمود بن زنكي

وقوله رباعية:

يا بدرَ دُجىً يحمِله غصنُ أَراكْ ... ما أَعجبَ ما يَحِلّ بي حين أَراكْ

لا تقتلْ بالصدود صبّاً يَهواكْ ... ما للأَعراب طاقةٌ بالأَتراكْ

اللام

وِصالٌ ما إِليه من وُصولِ ... وسمعٌ ما يُصيخ إِلى عَذولِ

لقد أَخفيتُ داءَ الحبّ حتى ... خفِيتُ عن الرقيب من النُّحول

وكيف يَصِحُّ هذا الجسم يوماً ... وآفته من الجفن العليل

وليلٍ مثل يوم العَرْضِ طولاً ... ومَنْ عَوْني على الليل الطويل؟

وما للصُّبح فيه من طلوعٍ ... ولا للنجم فيه من أُفول

إِلى كمْ نحن في صدٍّ وهجرٍ ... وفي قالٍ من الواشي وقيل

تُرى يوماً نَرى تلك الأَماني ... وتجمع شملَنا كأسُ الشَّمول

وتعطِف لي عواطفُ مَنْ جفاني ... ويَشْفي من غَلائله غَليلي

تصدّى للصدود قِلىً وبُعداً ... ولن تَخْفى علاماتُ المَلُول

وفي صبري على التقبيح عُذْرٌ ... إِذا ما كان من وجهٍ جميل

وقوله في الشيب:

إِلى كم أُبيد البيدَ في طلب الغنى ... وأَقربُ رزقي فوق نجمِِ سُهَيْلِ

وقد وخَطَ الشيْبُ الشبابَ كأَنه ... أَوائلُ صبحٍ في أَواخرِ لَيْل

وقوله في العذار في غلام اسمه وهيب:

قال قَوْمٌ بدا عِذارُ وَهَيْبٍ ... فاسْلُ عنه، فقلت: لا، كيف أَسْلو

أَنا جَلْدٌ على لِقا أُسْد عينيْه، وأَخشى عِذارَه وهو نملُ!

وقوله في امرأة يقال لها صفية، وقد عزمت على السفر:

تقول صفيةٌ، والصًّفْوُ منها ... لغيري، حين قَرَّبَتِ الجِمالا

وقد سفَرتْ لنا عن بَدر تِمٍّ ... غَداةَ البَيْن وانتقبت هِلالا

أَتصبِرُ إِنْ هجرنا أو بَعُدْنا ... فقلتُ: نعم، وقال القلب: لا، لا

<<  <  ج: ص:  >  >>