جميعي إِذا حَدَّثتُ عن ذاك أَلسُنٌ ... وكلّي إِذا حُدِّثتُ عنه مَسامع
وقوله:
وعِلْقٍ تعلّقته بعد ما ... غدا منه كلُّ جديدٍ خليعا
له ضيْعةٌ كلّما أَمحلتْ ... يعيشُ، وإِن أَخصبت مات جوعا
وقوله:
بكا لي حاسدي مَيْناً، وأَدْري ... بِضَحْك فؤاده بين الضّلوعِ
وأَكذَبُ ما يكون الحُزنُ يوماً ... إِذا كان البكاءُ بلا دموع
وقوله في ابن مالك صاحب قلعة جعبر:
لحا الله مُلْكاً يحتويه ابنُ مالكٍ ... وعاجَلَهُ في ساحة القَلْعة القَلْعُ
فتىً لستَ ترجوه ولستَ تخافه ... كدُود الخلا ما فيه ضرّ ولا نفْعُ
الفاء وقوله:
حبيبٌ لنا واعدٌ مُخْلِفُ ... يجوز علينا وما يُنْصِفُ
بكلّ قَباءٍ له صَعْدَةٌ ... وفي كل جَفْنٍ له مُرْهَلإ
فيذْهَل من بأْسه عنترٌ ... ويخجل من حُسْنه يوسُف
أَما وبروقِ الثنايا التي ... بها الشَّهْدُ والمِسْك والقَرْقَف
لقد حِرْتُ في قمرٍ أَحْورٍ ... لنا ما يغيب ولا يُكْسَف
شربنا على وجهه ليلةً ... عيونُ سحائبها تذرِف
وحَرُّ الكوانين مستعذَبٌ ... ببرد الكوانين مُسْتطرَف
لدى شمعةٍ مثل لون المحِبِّ وريح الحبيب إِذا ترشف
تموت انطفاءً إِذا سولِمَتْ ... وتحيا وهامتُها تُقْطَف
فقلت وقد غاب جيش السَّحاب ... وطرفي عن الحِبّ ما يَطْرِف
كأَنّ الثريّا وبدرَ السماء ... وأَنجمُها طُلّعٌ تَرْجُف
يدٌ قد أَشارت إِلى وردةٍ ... وحولهما نَرْجِسٌ مُضْعَف
وقوله:
أَما آن للغضبان أن يتعطّفا ... لقد زاد ظلماً في القطيعة والجفا
بِعادٌ ولا قُرْبٌ، وسُخْطٌ ولا رِضا ... وهجرٌ ولا وَصْلٌ، وغدرٌ ولا وفا
تكدَّرَ عَيْشي بعد ما كان صافياً ... وقلبُ الذي أَهواه أَقسى من الصَّفا
فيا خدَّه لا زدتَ إِلاّ تَلَهُّباً ... ويا قدَّه لا زدتَ إِلاّ تَهَفْهُفا
ويا رِدْفَه لا زال دِعْصُك مائلاً ... ويا طرفَه لا زال جفنُك مُدْنِفَا
وقوله:
نتفتُ السَّوادَ من العارضيْن عند الشبيبة نتفاً عنيفا
فلما كَبِرْتُ نتفت البياض ... وقد صار بعد الجنى الغضّ ليفا
ولو علم النّاس بالحالَتيْن ... لما لقّبونيَ إِلاّ نتيفا
وقوله:
قولا لطُغْريل ولا تَقْصُرا ... في سَبِّه عنّي وتعنيفِه
قتلْتنا بالصِّرف سَكْرا، فلا ... برحتَ مقتولاً بتصحيفه
وقوله في إنسان وعده بخروف وما وفى:
يا أَبا الفضل بالنجفْ ... إِستمع كلّ ما أَصفْ
لك وجهٌ كأَنه البدر لكن إِذا كُسِفْ
وقَوامٌ كأَنَه الغُصْن لكن إِذا قُصِفْ
وعِذارٌ كأَنه النَّمل لكن إِذا نُتِف
وبَنانٌ كأَنّه البحر لكن إِذا نشِف
وأَبٌ أَكذب الأَنا ... م ولكن إِذا حَلَف
كم جوادٍ وهبته ... حين أَوْدى بلا علَف
وقَباءٍ خلعته ... وهو خارا بلا أَلِف
إِنّ مَنْ يرتجي خَرو ... فَكَ بالشِّعْرِ قَدْ خَرِفْ
وقوله في إنسان يلقب بالعفيف:
عُجْ بالعقيق وعَدِّ عن تَصْحيفه ... لا خير فيه إِذا استقلّ مُصَحَّفا
يا كاتباً بخِلَتْ يداه بأَحرفٍ ... ماذا تجود إِذا منعت الأَحرفا
القاف وقوله:
صَدَّ الحبيبُ وذاك دون فِراقِهِ ... وَمَنِ الذي يَبْقى على ميثاقِهِ
رشأٌ أَغارُ عليه من أَجفانه ... وأَظنّها، للسُّقْم، من عُشّاقِه
وأَقولُ من سُكْري بخَمرة يَغْرهِ ... ويدي تُلِمُّ بحلّ عَقْد نِطاقه