للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ القوم إِن أَبدَوْا أَعادوا وإِن عَدَوْا ... أَبادوا، وإِن أَجْرَوْا إِلى غاية جَرّوا

بُحورٌ إِذا أَجدّوْا، بدور إِذا بدَوْا ... لُيوث إِذا كرّوا، غُيوث إِذا برّوا

إِذا قيل هذا صائلُ الدّهر أَقدموا ... وإِن عَرضت إِحدى الدّنايا لهم فرّوا

تطيع المنايا والأَمانيُّ أَمرَهم ... فإِن حاربوا ساءوا وإِن سالموا سرّوا

ومنها:

أَيا كاشف الغماء إِن جلّ فادحٌ ... ويا مُسبغ النَّعماء إِن مَسّنا ضُرُّ

حفِظتَ ثُغور المسلمين وصانعتْ ... صروفَ الرَّدى عنهم صنائعُك الغُرُّ

فلا دعوةٌ إِلاّ وأَنت مُقيمها ... ولا دولةٌ إِلاّ وأَنت لها ذُخر

ولا مُقتِرٌ إِلاّ وأَنت له غنىً ... ولا مُعْسِرٌ إِلاّ وأَنت له يُسر

ومنها:

فَهُنِّئتِ الأَيّام منك بمالكٍ ... به انتصر الإِسلام وانخذل الكفرُ

ومنها:

طوتني خطوبٌ للزمان شديدةٌ ... وأَنت امرؤٌ في كفّه الطيُّ والنَّشْرُ

أَقمتُ على رَغمي وقلبيَ راحلٌ ... فجاء إِلى عُلياك يعتذرُ الشِّعر

وأنشدني له في الصالح بن رزيك من قصيدة، في سنة ثلاث وخمسين:

مُناصِح الفكرِ في نَجْواك مُتَّهَمُ ... وفاخر الشّعر مِنْ لُقياك مُحتشِمُ

ومنها:

يا أَيُّها الملك الأَعلى الذي شهدتْ ... بفضله الأُمّتان العُرْبُ والعجمُ

أَنت الذي بك يَدري من له أَربٌ ... قَدْرَ الكلام إِذا لم تُعرَف القِيَمُ

شَمْسٌ، وكلُّ ضياءٍ بعده ظُلَمُ ... بُرْءٌ، وكلُّ صلاحٍ بعده سَقَمُ

ومنها:

وحلّ في صدر دَسْت الملك منه فتىً ... يستوقف الطَّرْف، في عِرنينه شَمَمُ

حالٍ بِدرِّ المعالي جِيدُ همّته ... عالٍ على رأسه من مجده عَلَم

يُرجى نَداه ويُخشى حَدُّ سطوته ... كالغيث والليث، مِفْضالٌ ومنتقم

ومنها:

وهل يخاف صُروفَ الحادثاتِ فتىً ... أَضحى بحبل أَبي الغارات يعتصمُ

بمطفئٍ جَمراتِ الرَّوْع وهي لظىً ... تُذْكى بوقع المواضي فهي تضطرم

بخائِضٍ لججَ الهيجاء يسبحها ... وموجُها من قلوب الدَارعين دم

بمُشْرقِ الرأْي، والآراءُ مظلمةٌ ... وثابتِ الجَأْش، والأَبطال تصطدم

ومُبْصِر الأَمر، والأَقدارُ تستره ... عن أَن يراه البصير الحاذِق الفَهِم

غيثٌ إِذا انهلّ روَى كلَّ ذي ظمأٍ ... له السّماح سماءٌ والندى دِيَم

ليثٌ مَخالبه بيضٌ مُجَرَّدةٌ ... بُتْرٌ، وسُمْر العوالي حوله الأَجم

ومنها:

يا مالكاً في مواليه له نَعَمُ ... تَتْرى وعند مُعاديه له نِقَمُ

ومنها:

فمن يناوئك في هذا الأَنام وفي ... يمينك الماضيان: السيف والقلمُ

أَمْ مَنْ يباريك في حزمٍ ومأْثَرَةٍ ... وعندك المُسْعِدان الرأْي والحِكمُ

ومنها:

إِنّي أُجِلُّك أَن أَلقاك مُشتكياً ... إِلى عُلاك هموماً كلّها هِمَمُ

أُغالط النفسَ بالتسويف في زمني ... فعَيْن حاليَ تبكيني وأَبتسم

وكم معافىً تروق العينَ صورتُه ... وحشْوُ أَحشائه من همِّه أَلَمُ

وإِن قضى لي بتأخير الندى ومضى ... فمُقتضيك العُلى والجود والكرم

وأنشدني له من قصيدة يهنئ فيها ببرء الملك العادل نور الدين رحمه الله:

بُرءٌ أَبرَّ على إِرواءِ باكرةً ... من السّحائب ظمآنَ الثرى جَدِبا

شفى به اللهُ مجداً قد أَلَمَّ على ... شَفاً، وأَحْيا حيَاً أَبلَلْتَ فانسكبا

ومنها:

يا أَفصح العَرب العَرْباء قاطبة ... وإِن غدا لملوك التُّرك مُنتسِبا

ما جال طرفُ الكرى في جفنِ مأْثَرَةٍ ... حتى تصرّم عنك الداءُ وانجذبا

<<  <  ج: ص:  >  >>