يطعن أَحشاء الدُّجى ... عند الرِّضا والغضب
بصَعْدَةٍ من فضّةٍ ... لَهْذَمُها من ذهب
وأنشدني لنفسه في النار:
يا حُسْنَ نارٍ أَتَتْنا ... في حِنْدِس الظَّلْماءِ
وافتْ إِلينا تَهادى ... في حُلَّةٍ حمراءِ
حتى إِذا ما توارت ... عن ذلك الإِيراء
أَبدتْ قُراضةَ تِبْرٍ ... في خِرْقَةٍ دَكْناءِ
وأنشدني لنفسه في كانون النار:
وجاثمٍ بيننا على الرُّكبِ ... لا يتشكَّى الغَدَاةَ من تَعَبِ
مُسَلْسَلٌيَعْذُبُ العَذابُ له ... فهو كقلبِ المُتَيَّم الوَصِبِ
بينما أن تراه في سَبَحٍ ... يختال، حتى تراه في ذهب
وأنشدني لنفسه في قصيدة أولها:
كم بين شَدّي بأَشْطان النَّوى عِيري ... وبين شُربي على شَدْوِ النَّواعيرِ
ما بين مُنْتَسِجٍ ضافٍ ومُطَّرِدٍ ... صافٍ كمِثْل الصَقيلات المباتير
ومنها:
ونَرْجِسٍ أَدمعُ الأَنداء حائرةٌ ... منه على عَسجَدٍ في وَسْط كافور
ومنها في صفة الورد، وقال هذا معنى ما سبقت إليه:
والوردُ ما بين أَغصانٍ تُحارِبنا ... عند القِطاف بأَظفار السَّنانير
ومنها:
قُمْ للصَّبوح فقد لاح الصَّباح لنا ... وبَشَّر الدّيكُ عنه بالتباشير
وقامَ مُرْتَقِصاً ما فوق مِنْبَرِهِ ... مُصَفِّقاً بين تهليلٍ وتكبيرِ
يقول هُبُّوا إِلى الّلذات وابتدِروا ... فقد صفا عَيْشُكم من كلِّ تكدير
إِيّاكمُ أَن تَعُقُّوا بنتَ خابيةٍ ... كانت وِلادتها من عهد سابور
كأَنّها ونَميرُ الماء يُرْهِقُها ... نارٌ تَسَرْبَلُ سِرْبالاً من النُّور
كأَنّها، وَيَدُ الساقي تكُرّ بها ... ياقوتةٌ رقصت في ثوب بَلُّور
وأنشد الملك الناصر أيضاً قصيدة منها:
جِبالُ عُلاً تُطاوِلُها هِضابُ ... وأُسْدُ وغىً تُواثِبها ذئاب
وكيف تساجِل الصُّبْحَ الدّياجي ... وكيف يُماثِلُ البازَ الغراب
سيُخْمِدُ نارَ هذا الخطب مَلْكٌ ... لنيرانِ الحروب به التهاب
فتىً للمُعْتَدين به عِقابُ ... كما للمُجْتَدين به ثواب
فتىً دانتْ لِعِزَّتِه الليالي ... وذَلَّت تحت أَخْمَصِه الصِّعاب
ومنها:
سيَرتُق فَتْقَ هذا المُلْك منه ... قواضبُ، للرؤوس بها انقضابُ
ويمرِعُ بالبَوار جَنابُ قومٍ ... لهم عن نُصْرة الدين اجتنابُ
فلا تقبل لهم، ما عِشْتَ، عُذراً ... وإِنْ خضعوا لَدَيْكَ وإِن أَنابوا
همُ حَشضدوا عليك بكلّ وادٍ ... عصائبَ، بالضَّلال لها اعتصاب
وجيشاً مُذْ دعاك على اغترارٍ ... صلاحَ الدين، عاجَلَه الجواب
بأَرعنَ مثلِ رُعْن الطَّوْد مَجْرٍ ... تَضيق به من الأَرض الرِّحاب
خميس سوف ترضى البيض عنه ... إِذا زأَرت ضراغِمُه الغِضاب
تكُرّ على الصُّقور به أُسودٌ ... عليها للقَنا الخَطِّيِّ غاب
كأَنّ مُثار قَسطَلِه عليهم ... إِذا طلَعت شُموسُهم ضَباب
فلمّا أَقدموا للطعن وَلَّوْا ... ولمّا أَيقنوا بالنُّجْح خابوا
ظفِرتَ أَبا المظفّر بالأَعادي ... وفُلِّلَ منهمُ ظُفْرٌ وناب
وكانوا كالحديد، فحين أُصْلُوا ... صلاحَ الدين، نارَ سطاك ذابوا
أَصابوا بالهزيمة حين وَلَّوْا ... ولو وقفوا الغداةَ لما أَصابوا
غداةَ هزمتَهم فلَوَوْا وقالوا: ... غنيمتُنا السَّلامةُ والإِياب
ومنها:
وما ضَحِكتْ ثُغور الشام إِلاّ ... وفيها من مَحاسِنكم رُضاب
فأَوجُهُكم كواكبُها الدّراري ... وأَيديكم مشارِبُها العِذاب