للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما الشان أنّا على محبّتنا ... لم نَخْلُ من هاجرٍ ومهجورٍ

نهجُ سبيلٍ يسعى الوشاةُ به ... لصفوِ لَذّاتنا بتكدير

قولوا لفرعونِ تيهِ ظالِمتي ... ما مثلُ عِشقي لها بمَكْفور

قد شاع في الناس أنني كَلِفٌ ... بذاتِ لحظٍ كالسيف مَشهور

فُتورُ أجفانها المِراضِ جَنى ... تمَرُّضي في الهوى وتَفْتيري

بَكَتْ لِتَبْرا من ظُلْمِ مُقلَتِها ... إليّ والدمعُ شاهدُ الزُّور

غداةَ قامت بصورةٍ هي أُنموذَجُ مُستحسَنِ التَّصاوير

بغُصنِ قَدٍّ وحِقْفٍ رادِفَةٍ ... نيطت إليه بخَصْر زُنْبور

زَنَّرَ مَجْرَى نِطاقها هَيَفٌ ... نُزِّه عن مَعْقِدِ الزَّنانير

بيضاء شفّافة الأديم كما ... غَشَّيْتَ ياقوتَةً ببَلُّور

ذات جبينٍ تَحُفُّه طُرَرٌ ... عَنْبَرُها مُحدِقٌ بكافور

لو أنّ بستان وجهِها الجامع الأفنان حُسناً بغير ناطور

داويتُ دائي بعَطْفِ نَرْجِسه الناعس لَثْمَاً ووَرْدِه الجُوري

وكنتُ عالَيْت دُرَّ مَبْسِمها المنظومِ من أدمعي بمنثور

أذاكَ أَشْفَى أم طِيبُ زَوْرَتِها ... أيام قال الكرى لها زوري

دَنَتْ علي نَأْيها وأَسْعدَها ... إباحةُ النومِ كلَّ مَحظور

فبِتُّ أَلْهُو بما أحاوله ... من بِدَع الحُسن غيرَ مَوْزُور

رُؤيا تمَلَّيْتُها وأَحْسِبُني ... حقَّقْتُها في الهوى بتعبيري

ويا عَذولي دَعْ ذكر مَسْأَلةٍ ... مُشْكِلَةٍ عُرِّضَتْ لتفسير

فما أنا في النفير إنْ حضرت ... لذّاتُ أَهْلِ الهوى ولا العِير

وليس خُبْري ما صافَحَتْكَ به ... فدع عُلالاتِها أخابِيري

حماقةٌ ضاع في تتَبُّعِها ... مَحْفُوظُ شعري وضَلَّ تفكيري

أين اشتغال الهموم مما تَقا ... ضاه فراغُ القوم المسارير

بياض وَصفٍ للحبّ سوّد لا ... صحائفي ثَمَّ، بل دفاتيري

ولم يُفِدْ غير أنه سببٌ ... خِفَّتُه أَصْلُ كلِّ توقير

عاد إلى الجِدِّ هَزْلُه فغدا ... مَعْذُولُه وهو جدُّ مَعْذُور

وله في وصف الخال:

ومُهَفْهَفٍ كالغصن ما ... ل بعِطْفه مَرُّ النَّسيمِ

في وجهه نارُ الحيا ... ءِ يَشُبُّها ماء النعيم

يا حبَّةَ القلب التي ... فرَّتْ إليه من الصميم

بَطَنَ الهوى فظهرتِ جا ... ئلةً على صافي الأديم

حتى دُعيتِ وقد أقمتِ عليه بالخالِ المُقيم

يا من أقام قيامتي ... بالخدِّ والقدِّ القويم

وَجَنَى سَقامي في الهوى ... بفُتورِ ناظره السَّقيمِ

ورمى فؤادي إذْ رنا ... تيهاً إليّ بلحظِ رِيم

يا جَنّةً تدعو القلو ... بَ إلى مُباشرة الجَحيم

وجَلا صباح جَبينِه ... في لَيْلِ طُرَّتِهِ البهيم

انظُرْ لذُلّي يا عزيزُ بعينِ مُقتدِرٍ رحيم

واعطِفْ عليَّ تكَرُّماً ... فالعَطفُ أولى بالكريم

وله:

أما لذا الليلِ سَحَرْ ... يا أملي فَيُنْتَظَرْ

يا مُسْهِري بصَدِّهِ ... حاشاك مِن طُولِ السَّهَر

يا قمراً بِتُّ لفَرْ ... ط حبّه أَرْعَى القمر

ويا قضيباً رُحْت من ... خَطْرَته على خَطَر

ويا غزالاً كلّما ... جاذبْتُه الأُنْسَ نَفَر

إن قُلتُ قد رَقَّ قسا ... أو قلت قد أوفى غَدَر

أو قلتُ قد عاد إلى العادة في الوَصْل هَجَر

إحْذَرْ خِلافي فعسى ... يُنْجي منَ الخوف الحَذَر

مَوْلاي عُدْ من قبل أن ... يَشيع في الناسِ الخَبر

ويُصبحَ السِّرُّ الذي ... تعرِفُه قد اشتهر

وله:

<<  <  ج: ص:  >  >>