للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشكل من أين أصبت بينه الشَّواكِل

كلُّ العيون أَسْهُمٌ ... وكلُّها مَقاتِل

وكلُّ عِطفٍ كَرْمةٌ ... وكلُّ طَرْفٍ بابل

فكيف يصحو أو يُفيق ثَمِلٌ أو ذاهل

ما تفعل الشَّمول ما ... تفعله الشّمائل

يَهُزُّها من القدو ... دِ الأَسَلُ النّواهل

أَعْدَلُها أَجْوَرُها ... والمستقيمُ المائلُ

يا قانصَ الظِّباء في ... أعينِها الحبائل

وبين كلِّ لحظتيْن سائفٌ ونابل

تَوَقَّ يا مخدوعُ في الغِزلان مَن تُغازِل

من تَبِعَ الصيدَ دها ... هُ الصيدُ وهو غافل

إن الأسود هذه الضعائفُ المَطافِل

يصرَعْن أرشاقاً وهُنَّ الشُّرَّدُ الجَوافِل

يرمينَنا عن نفثا ... تٍ سمُّهنَّ قاتل

وله:

تكلَّمَ بالأَدْمُعِ ... وقال فلم تَسْمَعي

شكا بالبُكا لو رَحِمْتِ شكوى فتىً مُوجَع

ودلَّ بماءِ الجفون ... على النار في الأضلُع

وأشفَق يوم النَّوى ... على سِرِّه المُودِع

فأومضَ باللَّحظ ثمَّ عضَّ على الأصبع

يقول علامَ عَزَمْتِ ... فَدَيْتُكِ، أن تصنعي

أليس لهذا المغيب يا شمسُ من مَطْلَع

ولا لذهاب القرا ... ر والنومِ من مَرْجِع

ويا عَيْنُ قد أزمع اصطباري مع المُزْمِع

وأسرع قلبي الرحيلَ ... مع الراحلِ المُشْرِع

فهل لك أن ترقُدي ... وهل لك أن تهجَعي

عسى لطُروق الخيال ... طريقٌ على مَضْجَعي

يُعلّلني بالدواء ... وإن كان لم يَنْجَع

ويُقنعه خادعاً ... بما ليس بالمُقنِع

إذا أُولِعَ اليَأْسُ بي ... فَزِعْتُ إلى المَطْمَع

وقلتُ لنفسي خذي ... عُلالته أو دعي

وله:

صدقَ الحُبُّ لستَ لي بصديقِ ... فالْهُ عني وخَلِّني وطريقي

أيها النائم الذي ماله عِلْمٌ إذا نام كيف ليلُ المَشوق

إنّ برِّي، والوجْد مالِكُ أمري ... بالهوى، بالمَلام عَيْنُ العُقوق

ولَغِشُّ المُريدِ لي السوءَ بالإغراءِ فيه كِفاءُ نُصْح الشفيق

ضِلَّةً ما اهتديتُ والليلُ داجٍ ... دون صَحْبِي إلى اشتيامِ البروق

وتعرَّضتُ للنسيم عسى أُبْرِدُ قلباً من لوعتي في حريق

وعقيقُ الدموعِ ينثُرُه نَظْمُ بُكائي على ظِباء العقيق

يا رَفيقي وقد تفَرَّدْتُ في نَهْجِ وَلوعي ما أنت لي برفيق

تَتَأَنَّى إفاقتي ومنَ الصَّحْوِ رَواحي سَكْرَانَ غيرَ مُفيقِ

أَتَرَى، أم قذىً بعَيْنَيك، ما ها ... ج غرامي يوم افتراقِ الفريق

من بُدورٍ تطلَّعت لمغيبٍ ... وشموسٍ تولَّعَتْ بشروق

ما علِمنا مغارِباً قبل يوم البَيْن تسْتَنُّ في غَوارِب نُوق

قَرُبَتْ والمَرامُ غيرُ قريبٍ ... وَنَأَت والغرام غير سحيق

وأعادتْ تَعِلَّةً بدأ الطَّيفُ بها أَمْسِ في طريق الطُّروق

يوم ردَّتْ على الكرى جَفْنَ عيني ... عِدَةٌ ليس عهدُها بوثيق

لاحَ فيها الخليقُ لي بوَفاءٍ ... تحت جُنْحِ الظلام غيرَ خَليق

زَوْرَةٌ كان زُورُها، وأبي الصبْوَة، أحلى عندي من التحقيق

أثرٌ ردَّ لي على اليأْس عَيْنَاً ... فاتني لحظُ حُسنِها المَوْموق

مِن حبيبٍ وافٍ وخِلٍّ مُصافٍ ... ووصالٍ شافٍ وعيشٍ أنيق

تحت ظلٍّ من النعيم ظَليلٍ ... فوق غُصن من الشباب وَريق

وقال:

مُوسى هواكمْ بجانب الطُّورِ ... يسعى بقلبٍ في الحُبِّ مكسورِ

حَيْرَانَ في ظُلمة الجفاء فهل ... نارُ انعطافٍ تُدْنيه من نور

فبادروه ببَدْرِ ضاحيةٍ ... من طُرَّتَيْه في شَكْلِ دَيْجُور

نادوه لطفاً بعبدِ ودِّكُمُ ... سِرَّاً وناجوه بالمَعاذير

<<  <  ج: ص:  >  >>