للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَلْقَوْنَ أعراءٍ بكلِّ كَريهةٍ ... يَجْتَابُ فيها اللَّيْثُ ثوبَ الأَرْقَمِ

ومنها:

ما عايَنَتْها التُّرْكُ تَحْكُمُ في الطُّلى ... إلاّ تولَّتْ طائشاتِ الأَسْهُمِ

مِن نابِذٍ لسِلاحِه فاتَ الرَّدى ... سَبْقَاً ومِن مُسْتَلْئمٍ مُسْتَسْلِمِ

فَخَصَصْتَ بالإذلالِ كلَّ مُقَلْنَسٍ ... وَعَمَمْتَ بالإعْزازِ كلَّ مُعَمَّمِ

ومنها:

أَمِنَتْ قبائلُ عامِرٍ صَرْفَ الرَّدى ... والجَدْبَ في ظِلِّ المُعِزِّ المُنْعِمِ

مُسْتَعْصِمينَ بذِرْوةٍ لا تُرْتَقى ... مُسْتَمْسكينَ بعُرْوَةٍ لم تُفْصَمِ

أَصْفَيْتَ للعُرْبِ المَشاربَ بعدما ... كانت كرمحٍ لا يُعانُ بلَهْذَمِ

لا راعَتِ الأيامُ مَن بفِنائِهِ ... كَنْزُ الفقير وعِصْمةُ المُسْتَعْصِمِ

أنتَ الذي نَفَقَ الثَّناءُ بسُوقِه ... وجرى الندى بعروقه قبلَ الدمِ

وأنالَ والآمالُ غيرُ مُهابَةٍ ... بفِنائه والمالُ غيرُ مُكَرَّمِ

ماضٍ إذا ما الصارم الماضي نبا ... قاضٍ بأحكام الكتابِ المُحْكَمِ

وله، مَخافَةَ أن تَضِلَّ ضُيوفُهُ ... في الليل، نارٌ ما خَلَتْ من مُضْرِمِ

أبداً يُشَبُّ على اليَفاعِ وُقودُها ... ووَقودها قِصَدُ القَنا المُتَحَطِّمِ

ممّا تحَطَّمَ في نُحورِ عَرامِسٍ ... كُومِ الذُّرى أوفى كَمِيٍّ مُعْلَمِ

ومنها:

فالمجدُ شِنْشِنَةٌ لآلِ مُسَيَّبٍ ... ما كلُّ شِنْشِنَةٍ تُناطُ بأَخْزَمِ

بيت بنى قِرْواشُهُ وقُرَيْشُهُ ... شَرَفَاً أطَلَّ على محَلِّ المِرْزَمِ

واستخلفاك فنَوَّهَتْ بك همّةٌ ... أربى الأخيرُ بها على المُتقدِّمِ

فأبو المنيع أبو المعالي في عُلىً ... أضعافها لأبي المكارم مُسلِمِ

فبَقِيتَ ما بَقِيَ البقاءُ مُعظَّماً ... وسقى الغمامُ رميمَ تلك الأَعظُمِ

ومنها:

يُفْضي إلى الشمسِ العَقيمِ كُسوفُها ... ونَراك شمساً أُفْقُها لم يُظْلِمِ

أشرقتَ لمّا أشرقَتْ فَبَهَرْتَها ... وَكَثَرْتَها فَوَلَدْتَ سبعةَ أَنْجُمِ

حَبَسَتْ رِكابي عن ذَراكَ حوادثٌ ... يحيا بها المُثري حياة المُعدِمِ

وتُشَرِّدُ الآباءَ عن أبنائهم ... فتَعيشُ ذاتُ البعلِ عَيْشَ الأَيِّمِ

لولا تواليها لزُرْتُكَ وافِداً ... كوُفودِ حَسّانٍ على ابنِ الأيهَمِ

بغرائِبٍ بَيْنَ الكلامِ وبيْنها ... كالفرْقِ بين مُصرِّحٍ ومُجَمْجِمِ

تَنْأَى عن الفُصَحاءِ إلاّ أنّها ... أَدْنَى إليَّ من اللسانِ إلى الفَمِ

حتى أتاحَ اللهُ لي نَيْلَ المُنى ... بقدومِ مولىً كان يَرْقُبُ مَقْدَمي

وكذا الغَمام تَزورُ مَهْجُورَ الثَّرى ... أمطارهُ وتَؤُمُّ غَيْرَ مُيَمَّمِ

ولَئِنْ حَنَتْ ظهري السُّنون بمَرِّها ... فالرُّمْحُ ينفع وهو غيرُ مُقَوَّمِ

وَلَدَيَّ مدْحٌ لا يُمَلُّ سماعُه ... فَتَمَلَّ باقيَ عُمْريَ المُسْتَغْنَمِ

ولشرف الدين مسلم بن قُرَيْش شِعرٌ يقطر منه ماء الملك، وتفوح منه رائحة المجد، فمن ذلك ما أنشدني بعض الشامييّن:

إذا قَرَعَتْ رحلي الرِّكابُ تزعزعتْ ... خُراسان واهتزَّ الصَّعيدُ إلى مصر

وله:

الدهر يومان، ذا أمنٌ وذا خطَرٌ ... والماء صِنفان، ذا صافٍ وذا كَدِرُ

وكانت بينه وبين بهاء الدولة منصور بن دُبيس المَزيدي الأسدي مكاتبات ومجاوبات، فمنها ما أنشدنيه الرئيس أبو سعد حسين الهمذاني من بَنْدنيجَيْن لشرف الدولة مسلم يستنجد بهاء الدولة منصوراً:

أَمُدَّرِعَ الدُّجى خَبَباً وَوَخْدا ... ومُزْجي العيسِ إرْقالاً وشَدّا

<<  <  ج: ص:  >  >>