وتحدَّث عن لوعتي بلسان الْ ... حالِ إن لم يكن لسان الكلام
صِفْ لهم دمعيَ الطليق وقلبي الْ ... مُوثَقِ الأسر من غريم الغرام
وبكائي على الليالي التي نِلْ ... تُ الأَماني فيهنَّ والأَيّام
حيث شَملي بكم جميعاً ودمعي ... نازحٌ عن وساوس اللُّوَّام
وعِناني في قبضة اللَّهو لا يثْ ... نيه لاحٍ عن شوطه وزِمامي
ورمتْنا يدُ الزَّمان بقوسِ الْ ... غَدر من جُعبة النّوى بسهام
فكأنّا بعد التَّفرُّق كنّا ... من عوادي الأيّام في أحلام
وقوله أملاه عليَّ أيضاً:
أَيُّها المغرور بالدُّنْ ... يا تَيَقَّن بالزَّوال
وتأهب لِمَسيرٍ ... عن ذَراها وانتقال
كيف تغترُّ من الآ ... مالِ بالوعد المُحال
والذي تثبتُه الآ ... مالُ تمحوه اللَّيالي
إنَّما حَظُّكَ إنْ فكَّ ... رتَ منها في المآل
مثل حظِّ العاشق المه ... جور من طيف الخيال
وله جيميَّةٌ أوَّلها:
خليليَّ قد غنّى الحَمامُ وهزَّجا ... وأسملَ جِلبابُ الظَّلام وأَنهجا
وله:
ولمّا أن بلِيتُ بناس سوءٍ ... سُرورُ نفوسِهم حُزني وهَمِّي
فمِن خِلٍَّ يُراوِحُني بخَلٍّ ... ومِن عَمٍّ يغاديني بغَمِّ
أَنِسْتُ بوَحدتي ولزمت بيتي ... بقصدي واختياري لا برغمي
ولولا العارُ ما عجَّزْتُ نفسي ... ولا قصَّرت عنهم باع عزمي
ولكنّي إذا كَرُّوا بجهلٍ ... عليَّ إذن لقيتُهمُ بحِلم
وله:
لا تحسبوا أني امتنعتُ من البُكا ... عند الوداع تجلُّداً وتصبُّرا
لكنَّني زوَّدت عيني نظرةً ... والدَّمع يمنع لحظَها أن ينظُرا
إن كان ما فاضتْ فقد أَلْزَمْتُها ... صِلَةَ السُّهاد وسِمتُها هَجر الكرى
وله:
أَحبابنا سِرتم بروحي وهل ... يبقى بغير الرُّوح جثمانُ
أَوحشتُمُ الدُّنيا لعيني فما ... يَحلى بإنسانيَ إنسانُ
أحبابنا ما الدّارُ من بعدكمْ ... دارٌ ولا الأوطان أَوطان
ليس عجيباً جزَعٌ إنَّما الْ ... عجيبُ أن أبقى وقد بانوا
لو فارقوا الجنَّةَ معْ حُسنِها ... ماتَ من الوَحشة رِضوانُ
وله يودِّع بعض إخوانه:
أَيُّها الرّاحلُ الذي ليس يُرجى ... لِهواه عن رَبعِ قلبي رحيلُ
إن تبدَّلت بي سوايَ فإنّي ... ليس لي ما حييتُ عنك بديلُ
ليَ أُذن حتى أُناجيك صمّا ... ءُ وطَرفٌ حتّى أراكَ كليلُ
وله من قطعةٍ:
جاد لي في الرُّقاد وهْناً بوَصلٍ ... أنشطَ القلبَ من عِقال الهُموم
وجفاني لمّا انتبهتُ فما أقْ ... رَبَ ما بين شِقوتي ونعيمي
نُبَذٌ من شِعرِه في التوحيد والسنة. قال:
قامتْ بإثْباتِ الصفات أَدِلَّةٌ ... قصمَتْ ظُهورَ أَئمَّة التَّعطيل
وطلائعُ التَّنزيه لمّا أقبلَتْ ... هزمَتْ ذوي التشبيه والتمثيل
فالحقُّ ما صِرنا إليه جميعُنا ... بأدلَّة الأخبار والتَّنزيل
من لم يكن بالشَّرع مُقتدياً فقد ... ألقاهُ فَرطُ الجهل في التضليلِ
وقال في مدح الصحابة:
لائمي في هوى الصّحا ... بة إِرجِع إلى سَقَرْ
لا بلغتَ المُنى ولا ... نِلْتَ من رِفضِكَ الوَطَرْ
كيف تنهى عن حبِّ قو ... مٍ همُ السمع والبصر
وهم سادةُ الوَرى ... وهم صفوة البشر
فأبو بكرٍ المُقَدَّ ... مُ من بعده عمر
ثمّ عثمان بعده ... وعليٌّ على الأثَرْ
أَيُّها الرَّافِضِيُّ حسْ ... بُكَ فالحقُّ قد ظهر
وقال فيهم: