للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتناغى الأطيار فيها فتُلهي ... عن سماع النّايات والعِيدان

تتَشاكَى بَرْحَ الغرام هَديلاً ... فتهيجُ الأشجانَ بالألحانِ

يا عَذولي أَقصِرْ فعَذْلُكَ ظُلْمٌ ... نحن مِن طِيب وقتنا في جِنان

لستُ، ما عِشتُ، أترك الرّاح يوماً ... كُفَّ عني وخَلِّ فَضْلَ عِناني

وأنشدني له في الخمريّات:

نَضا عنه الصِّبا ثوبَ الوقار ... فمال إلى مُعاقرَة العُقارِ

فما ينهاه عنها العَذْلُ حتى ... يرى في ليله ضوءَ النَّهار

إذا مُزِجَتْ يكونُ الماء منها ... بمنزلة اللُّجَيْنِ من النُّضار

وأنشدني له:

الرَّوضُ قد وافتْكَ أزهارُه ... والدَّوْحُ قد غنَّتْكَ أطيارُه

فباكِرِ القهوةَ من قبل أن ... يغتالَكَ الدَّهرُ وأقدارُه

صَدَّ بلا جُرْمٍ ولا عِلَّةٍ ... والقلب ما واتَتْه أوطارُه

مُوَرَّدُ الوَجنَةِ لو زارني ... قبَّلْتُ ما ضمَّتْه أزرارُه

ألتَذُّ من طِيب ادِّكاري له ... لله ما هيَّجَ تَذْكارُه

يا مَن يَحارُ الفِكْرُ في وَصفه ... ومَن حوَتْ حُسنَ الوَرى دارُه

أَنوارُه تَكسِفُ شمسَ الضُّحى ... والبدرَ إذْ يُبديه إبدارُه

صِلْ عاشِقاً أَضْناهُ فَرْطُ الجَوى ... ومُغرَماً أَرْدَتْهُ أَفكارُهُ

الصَّبْرُ والسَّلوانُ أعداؤه ... والدَّمعُ والتَّسهيدُ أنصارُه

وأنشدني في أبي صالح ابن العجميّ الحلبيّ:

زَنَتْ بأبي فاسِدٍ أُمُّه ... وغذَّتْه مِنْ فَرجِها بالنُّطَفْ

فلو كان حُرّاً لما حاد عن ... مَوَدَّة أَهل النُّهى وانْحرَفْ

وهذا ابن العجميّ كان عَدل الخِزانة لنور الدين رحمه الله، شتَّتَ شملَ الملك بعده، واستولى بشرِّه، واتَّسع مَكرُ مَكْرِه، مُفسدٌ مُلحِدٌ، شِرِّيرٌ خِمِّير، نَغْلٌ نذلٌ، شُوهَةٌ بُوهَة،، شيطان لَيْطان، سِفلَة دِفلَة، رِئبالٌ محتال، مُغتابٌ مُغتال، عَبِيٌّ غَوِيّ، عقرب اللَّدغْ، ثعلب الرَّوْغْ، كلب الرِّجْس، ذِئبُ النَّهْس، بومُ الشُّؤم، غراب اللُّوم، عَقْعَق العُقوق، لقلق الفُسوق، عوّاق الحقوق، حِدأَةُ الحِدَّة، رِدء الرِّدَّة، أسد الحسد، جُرَذ الحَرَد، ثَور الجَمع، تَور الشَّمع، تَيس زريبة الجُهّال، قيْس كتيبة الضَّلال

<<  <  ج: ص:  >  >>