للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم تقاسي القلوب من ألم الشَّوْ ... ق ومن صَبْرِها عن الأحبابِ

فإذا قَلَّ عن لقائكَ صبري ... فاحْيِيني منكَ سَيِّدي بكتابِ

وقوله في كتاب إلى ولده يأمره بقلّة المخالطة:

أَخْشَى عليك من الزمانِ وصرفِه ... فالقلب من حَذَري عليك مُرَوَّعُ

ما إن يحدثني الضميرُ بصالحٍ ... إنَّ الشَّفيق بسُوءِ ظنٍّ مُولَعُ

ومن مقطوعات حُجّة الدين أبي عبد الله مروان بن سلامة بن مروان الطنزي ما نقلته من مجموع عليه خطّه قوله:

لئِن طال عهدي بالأحبَّةِ وانْثنتْ ... صُروفُ الليالي بيننا تَتَقَلَّبُ

فإنّي وإيّاهم على كل حالةٍ ... سَواءٌ نلومُ الحادثات ونعتبُ

وإن كان لا عتب على الدهر إنّه ... يَمُرُّ زماناً ثم يَحْلُو وَيَعْذُبُ

وقوله:

يا مَن تَجَنّى بلا ذنبٍ ولا سَببٍ ... أنا المُحبُّ وأنتَ الهاجرُ القالي

وكلَّما زِدتُ في وَجْدِي وفي قلقي ... شوقاً إليك فأنتَ المُعرِض السالي

وكلُّ شيءٍ سَيَبْلى بعد جِدَّتِه ... إلاّ غَرامي وَوَجْدي ليس بالبالي

وقوله:

سقى الله أيامَ التَّلاقي فإنّها ... هي العُمْرُ والعيشُ الحميدُ المُوافقُ

وبُعْداً لأيامِ الفِراق فإنّها ... على كلِّ أحوال الفتى تَتضايقُ

فلولا الأماني كنتُ مَيْتاً بِبُعْدِكُم ... ولكنني أحيا لأنّيَ شائقُ

وما ذاق طعمَ البُؤْسِ في الوصلِ مُغْرَمٌ ... ولا فازَ بالعيش الهنيئ مُفارِقُ

سواءٌ هَجَرْتُمْ أو مَنَنْتُمْ بوَصْلِكُم ... فإنّي لكم دون البريّة وامقُ

حُرِمْتُ رِضاكم إن سَلَوْتُ وإنّني ... على ما عَهِدْتم في المَوَدَّةِ صادقُ

وقوله:

لَعَمْرُكَ ما الدنيا وإن زالَ بُؤْسُها ... وَأَوْلَتْ بَنيها في سَعادَتِهم أمرا

بجامِعةٍ شَمْلاً ودافِعةٍ أذىً ... ورافعةٍ بُؤْساً وسامِعةٍ عُذْرا

وإن أَمْتَعتْ يَوْمَاً حَبيباً بنَظرَةٍ ... سَتَمْنَعُهُ عمّا يُحاوله دَهْرَا

وقوله:

إنّ ردّ السلام عن كُتُبِ الإخْوان فرضٌ كفرض رَدِّ السَّلامِ

وعلى كلِّ حالةٍ ليس عندي ... منكَ بُدٌّ في هِجْرتي ومُقامي

وقوله في صديق اشتغل عنه بالولاية:

إنَّ مِن حُرفتي ومن سُوء حَظّي ... حين أرجو من الصديق وِصالَهْ

يَتجافى عنّي إذا نال خيراً ... ويُريني بما أُريدُ جَهالَهْ

قلِحُبّي له وحِفظِ وِدادي ... أكتفي أنني صديق البِطالَهْ

وقوله:

لَعَمْرُكَ ما الإنسانُ في كلِّ حالةٍ ... ينالُ الذي يرجو ويُدرك ما يَبْغِي

ولكنْ قضاءُ الله في الخلق سابِقٌ ... فيُمْضي الذي يُمْضي ويُلْغي الذي يُلْغي

وقد كنتُ أرجو جَمْعَ شَمْلِ أحِبَّتي ... وشملي وأطْغَتْني الأماني التي تُطْغي

فأقعدني المِقْدارُ دون إرادتي ... على أنّها الأيام تَبْغِي كما نَبْغِي

وقوله:

إذا سَلِمَتْ نفسُ الكريم وعِرْضُه ... فلا بأسَ إن مالَ القضاءُ على المالِ

وأنتَ تُضيع المال بالجود دائماً ... فما بالُ هذا المالِ يَخْطُرُ بالبالِ

وقوله:

الرَّدُّ أحسنُ من وعدٍ وإخلافِ ... والمَطْلُ أَقْبَحُ من بُخْلٍ بإسعافِ

فحَقِّقِ الوَعدَ وانْجِز ما وَعَدْتَ به ... واحْبُ الصديق بإحسانٍ وإنصافِ

وقوله:

إن كان قلبُك فارغاً من ذِكْرنا ... فالقلبُ من ذِكراكَ لا يَتَفَرَّغُ

ولَئِنْ بلغت مُناك من هِجْراننا ... فوِصالكمْ أُمْنِيَّةٌ لا تُبْلَغُ

وقوله:

لا تَضِيقَنَّ بالحوادثِ ذَرْعَاً ... وَتَوَقَّعْ من بعد عُسْرِكَ يُسْرا

ليس حُكمُ القضاء فيه سواءً ... قد يكونُ القضاءُ نَفْعَاً وضُرّا

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>