للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلاّ وخاصم فيه قل ... بي كلَّ عُذّالي ولاحى

لم يُبْقِ لي، لمّا نَأَيْتَ، الدهرُ سُؤْلاً واقْتراحا

عَجَبَاً عَشِيّةَ راح لي ... إذ لم أمُت في وقتِ راحا

وله:

وَوَقْتٍ غَنِمَاه من الدّهر مُسْعِدٍ ... مُعارٍ وأوقاتُ السُّرورِ عَواري

مَعانيه ممّا نبتغيه جميعها ... كَواسٍ وممّا لا نريد عَواري

أدارَ علينا الكأْسَ فيه ابنُ أربعٍ ... وعَشرٍ، له بالكأسِ أيُّ مَدارِ

تناولَها منه بكفٍّ كأنَّما ... أناملُها تحت الزُّجاج مَداري

وله:

صدَّ الحَبيبُ وقال لي ... بي وَيْكَ أكثرتَ المَلاذا

اقْطع فقلتُ أَبْعَدَ ما ... لم يَخْفَ مِن كلِّ المَلا ذا

وله:

تَيَّمَ قلبي شادِنٌ أَغْيَدُ ... مُلِّك فالناسُ له أَعْبُدُ

لو جاز أن يُعبَدَ في حُسنه ... وظَرفه كنتُ له أَعْبُدُ

وله:

إن لم تُنِلْني منكَ وَصلاً، به ... بعد الجَفا أَحْيَا، فميعادا

لو جُدْتَ لم أَعْتِبْكَ مِن بعدِها ... ولا إلى الشكوى فمي عادا

وله:

تبَّاً لدهرٍ أنا في أُمَّةٍ ... منه كثيري الغَدرِ أَوْغَادِ

أزهدُهم في غَيِّه رائحٌ ... حِرْصاً على دُنياه أو غادِ

وله:

أفدي بنفسي من له ذُكْرَةٌ ... عندي به غاديةٌ رائحهْ

يُهدي بنَشْرِ الريح مِن نحوِه ... إليَّ كالمِسك له رائحهْ

ظَبْيٌ جرى في جَسدي حُبُّه ... جَرْيَ دمي جارحة جارحهْ

يَجْرَحُني لحظاً فَمَنْ ذا رأى ... كَطَرْفِهِ جارحةً جارحهْ

وله:

يا صاحِ إنَّ الخمر قَتّالةٌ ... فَأَعْفِ عنها النفسَ يا صاحِ

وانْظُر فكم بين فتىً طافحٍ ... من سُكْرٍ وفتىً صاحِ

فخَلِّها، وانْتَفِ منها، لِمَن ... يَجْتَلب الراحة بالراحِ

فالحقُّ ما أوضحتُ من أمرِها ... والحقّ لا يُدفَع بالراحِ

وله:

هَوِيتُ بديعَ الحُسنِ للغُصنِ قَدُّه ... وللظبي عَيْنَاه وخَدّاه للوَرْدِ

غَزالٌ من الغِزلانِ لكن أخافه ... وإنْ كنتُ مِقداماً على الأسد الوَرْدِ

وله:

كم لك عندي بحَسْب حُبّي ... من سببٍ في الهوى وَكِيدِ

يقولُ للنفس حاولي ما ... شِئتِ سوى سَلْوَةٍ وكِيدي

إن سَرَّني في الزمانِ وَعدٌ ... فيك فكم ساءَ من وَعيدِ

قد ذُبْتُ غَمّاً مُذْ غاب عنّي ... وجهك يا نُزهتي وَعيدي

بَقِيتُ فَرْدَاً وليس يبقى ... شيءٌ على الهمِّ كالفَريدِ

جسمي له كالخِلال سُقْماً ... وَدَمْعُ عَيْنَيّ كالفريدِ

وله:

عاتَبْتُهُ فَغَرَسْتُ في ... وَجَنَاته بالعَتْب وَرْدَا

ظَبْيٌ له طَرْفٌ غدا ... أسداً على العشّاق وَرْدَا

لمّا بدا في تيهه ... فَرْدُ الجمال يَهُزُّ قَدّا

قَدَّ القلوبَ بسيفِ د ... لٍّ يَنْهَبُ المُهجاتِ قَدّا

ما كَلَّ قطُّ ولا فَلَلْنَ له صُروفُ الدهرِ حَدّا

ولقد تجاوز حُبُّه ... عندي جميعَ الناس حَدّا

وله:

أَفْدِيكَ يا مَن طولُ إعراضه ... عنّيَ قد شَيَّبَني أَمْرَدا

لستُ أُبالي أَحِمامٌ إذا ... هجرتَني لافَيْتُه أمْ رَدى

وله:

أسرفتَ في هجرِ مُحِبٍّ كَمِدْ ... أَحْسَن في حُبِّكُمُ واقْتَصدْ

رِفْقاً به كم من حبيبٍ قضى ... على مُحِبٍّ صَدُّه وقتَ صَدّ

لستَ ترى في الحبّ يوماً ولا ... تسمع أشقى منه بَخْتَاً وجَدّ

ما وَجَدَ العُذْرِيُّ في حُبِّه ... عفراءَ إلاّ بعضَ ما قد وَجَدْ

وله:

أَتَيْتُ إلى داره البارِحَهْ ... وفي كلّ ناحيةٍ نائحهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>