للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله يصف الفرس وكتب بها صدر جواب:

ومُحَجَّلٍ لَبِسَ الظَّلا ... مَ وخاضَ في جِسمِ الصَّباحِ

يَحْوِي بحُسن سَوادِه ... فَضْلاً على البِيضِ المِلاحِ

وترى بغُرَّتِه إذا ... قابَلْتَه عَلَمَ النجاحِ

تَدْعُو محاسنُه العيو ... نَ إليه من كلِّ النواحي

وتنوبُ للظمآنِ رُؤْ ... يَتُه عن الماءِ القَراحِ

وتكاد أُذْناه تُجيبُ إذا أصاخ عن الصِّياح

غَنَّى وطَرَّبَ بالصَّهيل وظلّ يَرْقُص للمِراح

ومشى العِرَضْنى وانثنى ... كالمُنْتَشي من شُربِ راح

وسَما إلى وَحْشِ البَرا ... حِ وقال ما لك من بَراح

ذاك الذي لو كنتُ مقْترِحاً لكان من اقتراحي

ذو أَرْبَعٍ قد أُنعِلَتْ ... بالأرْبَعِ الهُوجِ الرياح

ما إن رَأَيْنا قبلَه ... طيراً يطير بلا جناح

حَسَنٌ وأحسَنُ منه في ... عَيْنِي ومن زَهْرِ البِطاح

ومِن الشِّفاه اللُّمْيِ تُبْدي عن ثغورٍ كالأقاحِ

خَطٌّ أتى فأفادوني ... دُرّاً من الكَلِمِ الفِصاح

وشَّحْتُ ألفاظي به ... وشُغِلت عن ذات الوِشاح

وله يصف الخمر:

وَصَهْباء فاتت أن تُمَثَّلَ بالفَهمِ ... أقولُ وقد رَقَّتْ عن اللَّحْظ والوهمِ

خُذوا عَرَضَاً، يا قوم، قامَ بنفسه ... فقد خَرَقَ العاداتِ، واسْماً بلا جسمِ

فقد كاد يَخْفَى كَأْسُها بضيائها ... كإخفائها بالجهل مَنْقَبة الحِلمِ

كأنَّ الشُّعاع الأُرْجُوانيَّ فوقَه ... سَنا شَفَقٍ يَنْجَاب في الليل عن نَجْمِ

إذا أقبلتْ ولَّى بها الهَمُّ مُدْبِراً ... كما أدبر العِفْريتُ من كوكب الرَّجْم

وله في المعنى:

حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها ... أبداً وَتَلْطُف للنفوس طِباعها

شمسٌ لشمسِ العقلِ منها ظُلمةٌ ... من حيثُ يظهر في الخدود شُعاعها

أمُّ الخبائثِ مُستطابٌ دَرُّها ... إنّ الفِصال من الهموم رِضَاعها

وله:

مال والأغْصانُ مائِلةٌ ... فَعَنَتْ صُغْراً لقامتِه

وَرَنَا والكأسُ في يده ... فغَنينا عن مُدامته

لائمي والعُذر طَلْعَتُه ... أيُّ عذرٍ في مَلامتِه

وله:

بأبي مَن قَلْبُه حجَرُ ... وبه من ناظري أثَرُ

رَشَأٌ بالغُنْجِ مكتَحِلٌ ... وبضَوءِ الصُّبحِ مُعْتَجِرُ

وبثوب الحُسنِ مُشتمِلٌ ... وبِحقْف الرمل مُتَّزِرُ

رِدْفُه شِرْحٌ، وقامتُه ... وسَط، والخَصر مُختَصَرُ

خَضَعَتْ شَمْسُ النهار له ... وتلاشى عنده القمرُ

ما رأينا قبله بَشَرَاً ... تاه في أوصافه البشَرُ

جائرُ الألْحاظ كلُّ دمٍ ... سَفَكَتْه عندها هَدَرُ

شَهَرَتْ أسيافَها وَمَضَتْ ... فهي لا تُبقي ولا تَذَرُ

جنَّةُ الفِرْدوس طَلْعَتُه ... والقِلا مِن دونها سَقَرُ

ومتى أُصغي إلى عَذَلٍ ... فيه وهو السمعُ والبصرُ

وله:

يا عَذولي كُفَّ عن عَذَلِي ... إنَّ قلبي عنك في شُغُل

فأنا الراضي به حَكَمَاً ... في الذي يَقْضِي عليّ ولي

هوَ في حِلٍّ وفي سَعَةٍ ... لا يخافُ الإثْمَ من قِبَلي

وَيْحَ مَن طَلَّ الهوى دَمَه ... فَغَدَا يشكو إلى طلَلِ

وله:

انْظُرْ إلى البدرِ الذي قد أَقْبَلا ... وأراك فوق الصُّبح ليلاً مُسْبَلا

ما بَلْبَلَ الأصْداغَ في وَجَنَاته ... إلاّ ليترُك من رآه، مُبَلْبَلا

يا أيّها الرَّيَّانُ من ماءِ الصِّبا ... بي في الهوى عطَشُ الحُسين بكَرْبلا

وله:

مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً ... بالعِلم مُلْتَفِعاً بالفضل والأدبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>