للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَطَعْنَ بنا البيدَ الفِساح إِلى امرىءٍ ... له مثلُها من سُؤدُدٍ وَمكارمٍ

تَقَسَّمَهُنَّ اللِّيْلُ والبيدُ والسُّرى ... فأَقسمتُ لا عَرَّجْتُ من دُون قاسمِ

يَزُرْن بنا من يَحْقِر الأَرْضَ مَنْزِلاً ... لِعافٍ وما في الأَرْض نُزْلاً لقادمِ

قَصَدْنَ بنا من لَوْ تَجَنَّبْن قَصْدَهُ ... سَرَتْ نحونا جَدْواه مَسْرى الغَمائم

تُغيرُ الْعَطَايَا في كرائم مالهِ ... مُغار مَواضي بِيضِه في الْجَماجم

كأَنَّ مَواضِيه طُبِعْن من الشَّجا ... فَهُنَّ من الأَعداءِ بين الغلاصم

إذا خافَ عَيْنَ الحاسِدين عَلَى العُلاَ ... أَقام عَوالِيه مَقامَ التَمائمِ

كَسُوبٌ ولا أَموالَ غَيْرُ محَامِدٍ ... قَؤولٌ ولا أَقوالَ غَيْرُ الغماغم

مِنَ النَّفَرِ الغُرِّ الّذين تَعَوَّدَتْ ... مناكبُهم حَمْلَ القَنا والمَغارم

يَظَلُّ بهم وَحْشُ الفَلا في ولائمِ ... تَظَلُّ بها أَعداؤهم في مآتم

وقوله يعاتب الأوحد سبأ بن أحمد:

أَبا حِمْيرٍ إِنَّ المَعالي رخيصةٌ ... ولو بُذِلَتْ فيها النُّفوسُ الكَرائِمُ

وجَدْتُ مَطاراً يا ابنَ أَحمدَ واسِعاً ... إِلى غَرضٍ لو ساعدتني القَوادِمُ

وما أَنا إِلاّ السهَّمُ لو كان رائِشٌ ... وما أَنا إِلاّ النَّصْلُ لو كان قائِمُ

ولا عارَ إِنْ جار الزَّمانُ وإِنْ سَطا ... إِذا لم تَخُنّي هِمَتي والْعزائِمُ

فلا تَحتقِرْ جَفْناً يَبِيتُ مُسَهَّداً ... لِيُدْرِك ما يَهْوى وجَفْنُك نائِمُ

وقوله:

إِذا تضايَق عن رَحْلي فِنا مَلِكٍ ... وَسِعنْنَي أَبداً من دُونه الْهِمَمُ

كلُّ البلاد إذا لم تَنْبُ بي وَطن ... وكلُّ أَرض إِذا يَمَّمْتُها أَمَمُ

وقوله وقد كان استند إلى سلطان يقال له ابن فضل فأعطاه رمحه ذماماً فلما انقضت مدة جواره إياه التمس منه إعادة الذمام:

كنتَ أَعْطيتني ذِمامك لمّا ... خِفْتُ من صَوْلة الزَّمان ذِماما

فإِذا ما رَدَدْتُهُ يا ابنَ فضلٍ ... فبِماذا أُطاعن الأَيّاما

وقوله بديهة وقد طرحت فريسة لسبع فأعرض عنها بين يدي السلطان:

يا أَكرمَ النّاسِ في بُؤْس وفي نِعَمِ ... وخَيْرَ ساعٍ إِلى مَجْدٍ عَلَى قَدمِ

لا تَعْجَبَنْ لِعُمومِ الأَمن في بَلَدٍ ... أَضْحَيْتَ فيها فأَضحتْ منك في حَرَمِ

أَما تَرى الليثَ لمّا أَنْ طَرَحْتَ له ... فَريسةً حاد عنها وهو ذو قُدُم

مَلأْتَ بالْخوفِ أَكبادَ الْوَرى ذُعُراً ... فَعَبْدُك اللَّيْثُ لا يسطو عَلَى الْغنمِ

وقوله يصف قصيدة:

إِذا ما ادَّعت فضلاً رأَيتَ شُهودَها ... تَبَرَّعُ مِنْ قَبْلِ السُّؤال وتُقْسِمُ

وأَقللت إِذ لم. . . . . . . ... وما نقصت مذ غاب عنها مُتَمِّمُ

وقوله وهو مما سار له:

إِذا حَلَّ ذو نَقْصٍ مَحَلَّةَ فاضلٍ ... وأَصبح رَبُّ الْجاه غيرَ وَجيهِ

فإِنَّ حَياةَ الْمرءِ غيرُ شَهِيَّةٍ ... إِليهِ وطَعْمَ الموتِ غيرُ كَريهِ

وقوله يعاتب جياشاً بزبيد:

يا أَيُّها المَلك الذي ... كُلُّ المُلوكِ له رَعِيَّهْ

إِنْ كنتُ مِنَ خُدّامِكمْ ... فَعَلامَ لا أُعطى جَرِيَّهْ

أَو كنتُ من ضِيفانِكمْ ... فالضَّيْفُ أَولى بالعَطيّهْ

أَو كاتباً فلِسائرِ ال ... كتّاب أَرزاق سَنِيّهْ

والله ما أَبقى الْخُمو ... لُ عَلَى وَليِّكَ مِنْ بَقِيّهْ

وَوَحَقِّ رأْسِك إِنَّ حا ... لي لو علمت بها زريّهْ

وإذا هممتُ بِكَشفِ با ... طِنها أَبتْ نفسٌ أَبيّهْ

لا تنظرنّ إِلى التجمّ ... ل إِنّ عادته رَدِيّهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>