للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عَشِقَتْ أَسيافُك الهامَ مِنْهُمُ ... فَكُلُّ حُسامٍ مُرْهَفُ الحَدِّ ناحلُ

مَليكٌ يَفُضُّ الْجَيْشَ والْجَيْشُ حافِلٌ ... ويُخْجِلُ صَوْبَ المُزْنِ والْغَيْثُ هاطلُ

سَحابٌ غَواديه لُجَيْنٌ وعَسْجَدٌ ... ولَيْثٌ عَواديه قَناً وقَنابلُ

تَوَقّى الأَعادي بَأْسَه وهو باسِمٌ ... ويرجو المَوالي جُودَه وهو صائِلُ

وقوله:

يا صاحِبيَّ قِفا المَطِيَّ قَليلا ... يَشْفي العَليلُ من الدِّيارِ غَليلا

هذي طُلولَهمُ أَطَلْنَ صَبابَتي ... وتركْنَ قلبي من عَزايَ طُلولا

ولَئِنْ خَلَتْ منهمُ مَرابعهمْ فقدْ ... غادَرْنَ قَلْبي بالغَرامِ أَهِيلا

لو أَنَّ عِيسَهُمُ غَداةَ رَحيلهمْ ... حُمِّلْنَ وَجْدي ما أَطقْن رحيلا

من كلِّ رِيمٍ لا عَديل لِحُسْنِها ... رَحَلَتْ فكان لها الفؤُادُ عَدِيلا

كالبدرِ وَجْهاً والغَزالِ سَوالِفاً ... والرَّمْل رِدْفاً والقَناةِ ذُبولا

غادَرْتَني جاري المَدامِع حائراً ... وتَرَكْنَني حَيَّ الغَرامِ قَتيلا

وله من قصيدة يمدح الأوحد سبأ:

ضامَتْكَ أَظْعانُها بالسَّفْح من إِضَمِ ... وأَسْلَمَتْك مَغانِيها بِذي سَلَمِ

فما تَزالُ عَلَى آثارِ مُنْصَرِفٍ ... عن الوِداد بِوَجْدٍ غيرِ مُنْصَرِم

وكم أَخذتُ عَلَى قلبي المقامَ عَلَى الصَّ ... بْرِ الْجَميل فعاصاني ولم يُقِمِ

لو كانَ لي كان لي طَوْعاً فَدُونَكه ... سَلَّمْتُ فيه إِليك الأَمرَ فاحتكِم

فما أُنازِعُ فيه كَفَّ مُغتصِبٍ ... ولا أَرِقُّ له مِنْ جَوْرِ مُنْتَقِم

ولو فعلتَ به ما ظَلَّ يفعَلُهُ ... سَيْفُ المُتَوَّجِ من قَحْطانَ في القممِ

العالم العامِل الغاني بِشُهرتِه ... عن أَنْ نُشَبِّهَه بالنّار في عَلَم

مَلْكٌ تَظَلُّ عطاياه وأَنْصُلُه ... يُبارِيان نَفادَ المالِ والْبَهَم

بِجُودِ مُكْتَسِبٍ للحمدِ مُكْتَنِزٍ ... وبَأْسِ مُقتدِرٍ للحرب مُقتحِم

يَحُجُّ وُفّادُه منه إِلى حَرَمٍ ... رَحْبِ الفِناءِ حَلال الصَّيْدِ في الْحَرَم

يُفْني العِدى والقَنا كلاًّ بصاحبه ... فبَيْن مُنْعَقِرٍ قَعْصاً ومُنْحَطِم

مَعَوَّدٌ أَنْ يَرُدَّ الْخيلَ عابِسةً ... من كلِّ ثَغْرٍ بثَغْرِ النَّصْرِ مُبْتَسِم

أَخْلَتْ خزائِنَه من كلِّ مُكْتَسَبٍ ... مدائحٌ مَلأَتْ بالشُّكْرِ كلَّ فَمِ

ومنها:

إِن بان وَجْهي فَشُكْري لمْ يَبِنْ معهُ ... أَوْ شَطَّ جسمي فُوِدّي فيكَ لم يَرِمِ

فجُد وَعُدْ واعْفُ واسمح لي وهَبْ وأَعِد ... واصْفَح وأَدْنِ وأَجْمِل وارْضَ وابْتَسِم

فلستُ أَوَّلَ عبدٍ عَقَّ سَيِّده ... ولستَ أَوَّل مَوْلىً جادَ بالْكَرمِ

لا تَطْرَحَنّى فعندي كلُّ سائِرةٍ ... يَبْلى الزَّمانُ ولا تَبْلى منَ القِدَم

من كلِّ زَهْراءَ لا تَفْنى عَلَى هَرَمٍ ... تُزْري بِشِعر زُهَيْرٍ في الفَتى هَرِم

وقوله من أخرى:

معالِمُ المَجْد والعَلْياء والكَرَمِ ... الصِّيدُ من مَذْكرٍ والشُّمُّ من جُشَم

إِنْ خَوَّفوك وجاوَرْتَ النّجومَ فخَفْ ... أَوْ آمَنُوكَ وحَارَبْتَ الْوَرى فَنَمِ

وقوله في مدح السلطان قاسم بن أحمد من قصيدة:

وليلٍ كأنَّ الشُّهْبَ في ظُلُماتِه ... لآلِىءُ لم تَقْصِد لها كَفُّ ناظمِ

سَرَتْ بينَ سِتْرَيْه بِنا أَعْوَجِيَّةٌ ... كَرائمُ من أَبناء غُرٍّ كَرائم

أَحَسَّ بها نَسْرٌ فطار فأَعْجَلَتْ ... أَخاه فلم يُنْهِضْه ريشُ القَوادم

<<  <  ج: ص:  >  >>