للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماتَ الكِرامُ فأَحْيَتْهُم مآثِرهُ ... كأَنَّ مَبْعَثَ أَهل الفضل مَوْلِدُهُ

لولا المَخافةُ من أَنْ لا تدومَ له ... إِرادةُ الْبذل أَعْطَت نفسَها يَدُهُ

كأَنّه خافَ أَنْ ينْسَى السَّماح فما ... يَزالُ منهُ له دَرسٌ يُرَدِّدُهُ

الْموقِدون إِذا باتوا فَواضلَ ما ... ظَلَّ الطِّعانُ بأَيديهم يُقَصِّدُهُ

بِكُلِّ عَضْبٍ تَخُرُّ الْهامُ ساجِدَةً ... إِذا رأَتْهُ كأَنَّ الهامَ تَعْبُدُهُ

وقوله:

إِنّي وإِنْ كنتُ عَبْدَكْ ... وكنتُ أُضْمِرُ ودَّكْ

لا أَشتهي أَنْ تراني ... بحالةِ النَّقْصِ عندَك

وقوله:

رَقَّ لي قَلْبُها وقد كان فَظّا ... فأَرَتْني دُرَّيْن دَمْعاً ولَفْظا

ثم قالتْ أَلستَ تَقبَلُ نُصْحاً ... من نَصيحٍ ولستَ تقبَلُ وَعْظا

بِتَّ يا بارِدَ الْجَوانح خِلْواً ... من غَرامٍ قَلْبي بهِ يَتَلَظَّى

فازَ كُلٌّ بالْحَظِّ في هذه الدنْ ... يا وَما نلتَ من زمانك حَظّا

أَنا مولى محمّدٍ وعليّ ... لستُ مولى بني زِيادٍ فأَحْظى

يعرض بجياش صاحب زبيد.

وقوله من قصيدة يعاتب جياشاً:

أَذاعَ لِساني ما تُجِنُّ الأَضالعُ ... وأَعْرَبْنَ عمّا في الضَّمير المَدامِعُ

وإِنّيَ مما يُحْدِث الْهَجْرُ جازِعٌ ... وما أَنا مّمِا يُحْدِثُ الدّهرُ جازعُ

فيا ابن نصير الدّين دَعوةَ هاتفٍ ... دعا بك لِلْجُلَّى فهل أَنتَ سامعُ

وقد كنتُ أَرجو أَن أَكونَ مُشَفَّعاً ... لَدَيْك فهل لي عندَك اليومَ شافعُ

فأَصبحتُ أُغْضي الطَّرْف في كلِّ مَجْلِسٍ ... وأَكْتُمُ أَمري وهو في الناسِ ذائعُ

وأُظهِر بِشْراً للجَليس وغِبْطَةً ... وبينَ جَنانَيّ الشِّفارُ الْقَواطِعُ

وما أَنتَ إِلاَّ البدرُ أَظَلمَ مَنْزِلي ... وكلُّ مَكانٍ نورهُ فيه ساطعُ

تَقَلَّص عنّي الظِّلُّ والظِّلُّ شامِلٌ ... وأَقصر عنّي الفضلُ والفضلُ واسعُ

أَترضى، وحاشا المجد، أَنْ يَشْبَعَ الْوَرى ... جميعاً وأمسى ضَيْفكم وهو جائعُ

وقوله مما كتبه على كأس فضة:

إِنَّ فَضْلي على الزُّجاجة أَني ... لا أُذيعُ الأَسرارَ وهي تُذيعُ

ذَهَبٌ سائِلٌ حَواه لُجَيْنٌ ... جامِدٌ راقَ، إِنَّ ذا لبديعُ

وقوله في وصف شعره:

فَلأُهْدِينَّ إِليك كلَّ كريمةٍ ... يُمْسي الْحَسودُ بِها مَغيظاً مُوجَعا

طَوْراً تُرى بينَ الورى جَوّالةً ... في الأَرض تقطَع مَغْرِباً أَو مَطْلَعا

ومنها:

أَلْبَسْتَني حُلَلاً سَيَخْلَعُها البِلى ... فَلأُلْبِسَنَّك حُلَّةً لن تُخْلَعا

وقوله يخاطب بعض الكتاب:

نُبِّئْتُ أَنك إِذْ وقفتَ عَلَى ... دَرْج الرُّسوم نَقَصْت من حَقّي

وَعَجِبْتُ إِذ عشنا إِلى زَمَنٍ ... أَصبحتَ فيه مُقَسِّمَ الرِّزْقِ

وقوله في معاتبة بعض إخوانه:

عَذَرْتُ على الصَّدِّ بعدَ الْوِزا ... رَة مَنْ كان واصَلَ مِنْ أَجْلِها

فما عُذْرُ مَنْ صَدَّ لمّا انقضَتْ ... وكان أَخاً ليَ مِنْ قَبْلِها

وقوله في مدح الأوحد سبأ من قصيدة

مَعاليكَ لا ما شَيَّدَتهُ الأَوائِلُ ... ومَجْدُكَ لا ما قالَهُ فيك قائِلُ

وما السَّعْدُ إِلاّ حَيْثُ يَمَّمْتَ قاصِداً ... وما النَّصرُ إِلاّ حيث تَنْزِلُ، نازِلُ

إِذا رُمتَ صَيْداً فالمُلوك طرائِدٌ ... أَمامك تَسْعى والرِّماح أَجادلُ

معايبُها إِن سالمتك مَواهِبٌ ... وأَعضادها إِن حاربتك مَقاتلُ

وَمُذْ رُمْتَ إِيراد العوالي تَيَقَّنَتْ ... نُفوسُ الأَعادي أَنَّهنَّ مَناهِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>