للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي جملةٌ، لله في تفصيلها ... سِرٌّ بِعزِّ جلالها مَحْروس

إِسمٌ شريفٌ ليس يجري ذِكرهُ ... إِلاّ أَفاض سُعودَه يِرْجيسُ

قد كاد لولا صَوْنُه في حُجْبه ... قِدْماً يُبَرْهن عنه بَطْلَيْموسُ

يَرتاحُ داعي الدّين عند سَماعه ... ويَجُرّ ذيْلَ سُروره ويَميسُ

ويَفيضُ نائلُه عليه كأَنّما ... هو في اجتذاب نَداه مَغْناطيسُ

في حيثُ يَسْجُد ذو الفِخَار لِعِزّها ... ويُقَبِّل الأَرضَ المُلوكُ الشُّوسُ

يزداد إِعظاماً به ومَهابةً ... وكذا النّفيس مَدى الزّمان نَفيسُ

والنَّيِّران المُشرِقان مُحَمَّدٌ ... وأَبو السعود وصِنْوهُ المحروس

أَبناؤك الغُرُّ الذين لِعِزِّهم ... يَعْنو رئيسُ القوم والمَرْؤوسُ

تَبْدو عليهم للكمال دَلائلٌ ... لم يَلْتَبِس بوُضوحها تَلْبيسُ

سَفَروا فأَسفر مُلْكك السّامي بهم ... وأَضاءَ وجْهٌ للزَّمان عَبوسُ

وكذا بدورُ الأُفْق ليس شبيهها ... إِلاّ بدورٌ طُلَّعٌ وشموسُ

طلَعوا عليك وللمواكب مُلْتقىً ... مِن حولهِمْ للحرب فيه وطيسُ

قد حَفَّهم من صِيدِ كهلانٍ ودا ... عي حِمْيَرَ الكُردُوس والكُردوسُ

هذا خميسٌ أَنتَ تحمي دُونَه ... بَأْساً وهذا يَقْتفيه خَميسُ

يَسْعَوْن تحت لِواءِ نصرك، كلُّهم ... في الفضل مغبوطٌ به مَنْفوسُ

والحظُّ يومَ الجُودِ مِنك مُوَفَّر ... للكلِّ لا نَزْرٌ ولا مَبْخوسٌ

فافْخَر فمالك في الملُوك مُماثِلٌ ... مَنْ ذا يُقاس ومَنْ عساه يَقيس

وقوله يمدحه:

ما البرقُ من ظُلَلِ الغَمائِم أَوْمضا ... لكنَّها قُضُب العَزائم تُنْتَضى

أَمْضَى صوارِمها المُكَرَّمُ ضارباً ... إِن المُهندَّ كيف ما اسْتُمْضي مَضَى

مُتقاضِياً إِنجاد سعدٍ لم يزل ... يُجْري مُساعدةَ القَضاء بما قَضى

ومُسامِياً زُهْرَ الكواكب إِنّه ... بِسِوَى مُجاوَرةِ الكواكب ما ارتضى

بَيْنا تراهُ في القِباب مُخيِّماً ... حتَّى تَراهُ في القِيام مُقَوِّضا

مُتَعَوِّضاً بالدَّسْت صهوةَ سابحٍ ... لولا العُلى ما اخْتار أن يَتَعوَّضا

سَبَقَ الفَعَالُ القولَ منه فيا لَهُ ... سَهْماً أَصاب لنازعٍ ما أَنْبَضا

ما كان في إِبرام عُقْدةِ رأَيهِ ... بالرُّشد مُنتظِراً إِلى أَن تُنْقضا

لم يَسْتَشِرْ في السَّيْر إلا طِرْفَه ... والأَسمَر الماضي الشّبا والأَبيضا

نَهضتْ به العَزَمات عِلْماً أَنه ... لا يَفْرِس الضِّرْغامُ حتّى يَنْهضا

وأَضاءَ في الآفاقِ نورُ جَبينه ... كضِياء بدرٍ لاح أَو صُبحٍ أَضا

مَلأَ النواظِر والخواطر قاطِباً ... والبيدَ لمّا سار فيها والقضَا

عَرَضَتْ منيرات السُّعود تحفُّه ... بمواكب التأَييد لمَّا عَرَّضا

أَبَداً يُحَرِّض في المعالي نفسَهُ ... حَسْبُ العُلَى بالرأي منه مُحَرِّضا

وكأَنّما أَعدى السُّيوف بَبأسه ... فتَعلَّمتْ منه التَّوَقُّد والمَضا

فلْيَسْلُ غايَته المُجاري، لَمْ يَدَعْ ... رَكْضُ السّوابق للَّواحق مَرْكَضا

ما كلُّ مَنْ طلب الكواكب طامِعاً ... في قبضها مُتَمكَّنٌ أَن يَقْبضِا

لم تَرْضَ إِلا سَعْيَه رُتَبُ العلَى ... إِنّ الشريف من المَساعي يُرتَضى

ثَبتَتْ به قدمُ السعادة وانجلتْ ... حُجَجٌ أَبتْ آياتُها أَنْ تُدْحضا

<<  <  ج: ص:  >  >>