للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَم هل الأَحباب فيه عَلى ال ... عهدِ والخُلاّن خُلاّنُ

وقوله:

ليت ساري المُزْنِ أَسرى مِنْ مِنى ... نابَ عن عَينْي فسقى أَبْيَنا

واستَهلَّت بالرُّقَيْطا أَدْمُعٌ ... منه تَستْضحك تلِك الدَّمَنا

فكسا الْبَطحاءَ وَشْياً أَخضراً ... وأَعار الجوَّ نَوْءاً أَدْكنا

أَيْمَن الرَّمْل وما عُلِّقْتُ من ... عَقِداتِ الرّمل إِلا الأَيْمنا

وَطَنُ اللهو الذي جَرَّ الصِّبا ... فيه أَذيال الهوَى مُسَتْوِطنا

تلك أَرضٌ لم أَزَلْ صَبّاً بها ... هائماً في حُبِّها مُرْتَهَنا

هي ألْوتْ بحبيبي فالْهوى ... بِرُباها لا اللِّوى والمُنْحَنا

وقوله في مدح عمران يعارض ابن الهبيني شاعر ابن مهدي

النصرُ قائدُ جيشِك المُتَوَجِّهِ ... والسَّعدُ رائدُ عزمك المُتَنِّبهِ

والأَرْضُ مُلْكُك والعِبادُ رعيَّةٌ ... لك من مُطيعٍ مُذْعنٍ أَو مُكْرَه

ولرأيكَ التأَييدُ حُسنُ بدَيهة ... ورَوِيَّةٍ فيه فَرَوِّ أَوِ ابْدَه

فإِذا عزَمتَ فَكُلُّ صَعبٍ رُمْتَهُ ... سَهْلٌ علَيك وكُلُّ قُطْر مُزُدَهِ

يا داعيَ الدِّين المُقيم لِيَعْرُبٍ ... مَجْداً يَهي رُكنُ الزَّمان ولا يَهي

أَعزَّ مَنْ خفقتْ عليه رايةٌ ... تَحكي إِذا خفقت فُؤادَ مُدَلَّهِ

ما العِزُّ إِلاّ عِزُّ خَيلِكَ شُرَّباً ... شُعْثاً تُباري في الطِّراد وتَزْدَهي

سمّا طراتٍ بالكُماة كما هَوَتْ ... من رأْسِ شاهقةٍ صُخُورُ مُدَهْدَهِ

فاسْتَنْهضِ الأَقدار فيما ينبغي ... واستخْدِم الأَيامَ فيما تَشتهي

وأصرِف صُروف النائبات عن الوَرى ... وأنْهَ الحوادثَ عن سُطاها تَنْتهي

وأبعثْ به جَيْشاً أَجَشَّ إِذا انتحَى ... أَرضاً نحاها بالنَّكال الأَكْرهِ

مُتلاطِمَ الأَرجاء يُحْسَب أَنّه ... بَحرٌ تلاطَمَ بالرِّياح الزّهزهِ

تَتَناكر الأَصواتُ وهي مَعارِفٌ ... للسَّمْع من ضوضائه والوَهْوَهِ

كالعارض الملْتَفّ يَخْتَلع النُهى ... قَصَفاتُ رَعْدٍ في حَشاه مُقَهْقهِ

يَخْفى وضوحُ السُّبْل تحت عَجاجه ... فكأَنّما هو مَهُمهٌ للمَهْمَهِ

وَيكِلُّ طَرْفُ الشمس عنه إِذا غدا ... كُحْلاً لناظِرها المضيء الأَمْرِهِ

فيه لُيوث البأْس ليس يَرُدّها ... إِن جَهْجَهت في الرَّوْع زَجْرُ مُجَهْجهِ

آلُ الزُّرَيْع سَراةُ هَمْدانَ الأُولَى ... وَرِثوا المكارم مِدْرهاً عن مِدْرَهِ

مُتَسربيلين السّابِريّ كأَنّما ... جَمَدَت عليهم منه أَمْواهُ النَّهي

مُتَبادِرين إلي الثُّغور كأَنّما افْ ... تَرَّت لهم عن باردٍ الظَّلْم الشَّهِي

مِنْ كلِّ صَبٍّ بالطِّعان مُوَلَّهٍ ... في مَتْن طاوٍ بالطِّراد مُوَلَّهِ

فاكشِفْ بهم ضُرَّ البلاد ودَاوِها ... بالْبِيض تَبْرَ من السَّقام وتَنْقَهِ

سَفَةُ السيوفِ دَواءٌ كُلِّ سَفاهةٍ ... من الْفضلُ للصَّمْصام لو لم يَسْفَهِ

كم ذا يُنَهْنِهُ من عزائمك التي ... تُفْني الضَّرائبَ وهي لم تَتَنَهْنَهِ

ويَكُفُّ من سَطَوات بأْسِك والظُّبي ... مِنْ فَرْط حِلمك في أَشدِّ تأَوّهِ

ولأَنتَ أَنْزَهُ في المَفاخر هِمَّةً ... من أَن تُحَضَّ على الفَعال الأَنْزَهِ

أَو أَنْ تُنْبَّه، واعتزامُك في العُلى ... يَقْظانُ مُنْتَبِهٌ بغير مُنَبِّه

شُدِه الأَعادي من سُطاك ومَنْ يَرُحْ ... ما بين أَنْياب الغَضنْفَر يُشْدَه

<<  <  ج: ص:  >  >>