للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُتَيَقِّظاً في صَوْن مُلْكِهما الذي ... عَزَماته جيشٌ لَدَيْه عَرْمرمُ

شَهَراه واعتمدا عليه لأَنَّه ... مِقدامُ بأْسٍ في الوغى وَمُقدَّمُ

يَرْمي فيُصْمي مَنْ رماه كأَنّما ... آراؤه في كلُّ بُعْدٍ أَسهُمُ

وحمى البلاد وضَمَّ مِن أَطرافها ... بالحْزْم يَعْقِد مِنْ قِوُاه ويُبْرِمُ

فلذلك حَلَّ لديهْما في رُتبةٍ ... بَعُدَت على إِدراك مَنْ يَتَوَسَّمُ

نِعَمٌ مُجَدَّدَةٌ أَقَرَّ قَرارَها ... فيمن يَليق به الكريمُ المُنْعِمُ

فلْيَسلَما في ظِلِّ مَلْكٍ عزمُه ... مِنْ دونه فيمَنْ عَصاه مِخْذَمُ

وهَنا هُما العيدُ الذي إِشراقُه ... بهما وروضُ الحُسن فيه مُنَمَنمُ

تمضي اللَّيالي والزَّمانُ عليهما ... وكِلاهُما عالي المَراتِب أَعْظَمُ

في دَوْلةٍ إِقبالها لا ينقضي ... أَبداً وعُروةُ عِزِّها لا تُفْصَمُ

وقوله:

حَنَّ والمُشتاق حَنانُ ... مُستهامُ القلبِ وَلْهانُ

مُسْتَرَقٌ في فُنونٍ هوىً ... والهَوى والحبُّ أَفنانُ

يَمَنِيُّ بالحجاز له ... سَكَنٌ ما عنه سُلوانُ

ومُعَنىّ بالخَليط ومِنْ ... دُونِه لِلْبَيْنِ إِمعانُ

أَين مَّمِنْ دارُه عَدَنٌ ... جِيرةٌ بالْخَيْفِ قُطّانُ

وَيْحَ مَنْ يهوى فليس له ... غيرَ سُحْبِ العَيْن أَعوانُ

يهتدي كلُّ لمَقْصِدِه ... وهو ساهي اللُّبِّ حَيْرانُ

كلَّما ناح الحمام هَمى ... مُسْتَهِلٌّ منه هَنّانُ

أَوْ بكى في النّاسِ ذُو شَجَنٍ ... شَجْوَه، أَبْكَتْهُ أَشجانُ

وَلَئِن غاضَت مدامعُهُ ... فهو الأَشْواق مَلآنُ

يا حَمامَ الأَيْكِ هل عَلِقَت ... بك من بَلْواه أَشْطانُ

أَم هَل استَمْلَيْتَ لَوعَتُه ... فهي في شَكْواك أَلحانُ

لا تُساجِلْه الغَرامَ فما ... في تعاطي ذاك إِمكانُ

خَلِّ مَيْدانَ الحنين لِمَنْ ... قلبُه للشَّوْق مَيْدانُ

أَنتَ تَبكي مُفْحَماً وله ... بِبُكاءِ الإِلْف تِبْيانُ

وعليه لا عليكَ من الْ ... حُبّ آثارٌ وعُنوانُ

ولك الآُلاّفُ تَجْمَعها ... بك أَوراق وأَفنانُ

وهو فَرْدُ الوَجْد قد بَعُدَت ... عنه أَحبابٌ وجِيرانُ

وغريبٌ في مَواطنه ... والهوى لا الدّارُ أَوطانُ

ما شَجاهُ البانُ مُنْثَنِياً ... بل هَوى مَنْ دارُه البْانُ

أَيُّها العُذّال حَسْبُكُمُ ... إِنَّ بعض العَذْل عُدْوانُ

ساعِدوا المُشتاق أَو فَدَعُوا ... مَن له عن شأنِكُم شانُ

لا تلُوموه على حُرَقٍ ... في الْحشا منهنَّ نيرانُ

واعذِروه في تَمايله ... كلّما هزَّتْه أَحزانُ

إِنّ كأْسَ الشَّوْق مُتْرَعةً ... ساوَرْتُه فهو نَشْوانُ

وحُمَيّا الحُبِّ فيه سَرتْ ... ولها سِرٌّ وإِعلانُ

فأَعينوه ولو بِعَسى ... لِلْجوى فالحرُّ مِعْوانُ

واسأَلوا رَكْب الحجاز له ... إنْ أَلمَّتْ منه رُكبانُ

هل هَمى دَمْعُ الغَمام به ... واستَهلَّتْ منه أَجفانُ

أَم عُهودُ الودّ عامرةٌ ... وسكونُ الخَيْف سكانُ

وَهل البَطْحاء مُعشِبةٌ ... منه والريّان رَيّانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>